يشهد القطاع الفلاحي تطورا هاما من حيث ارتتفاع نسق الإنتاج والكميات وهو ما دفع بالعديد من البلدان للإستثمار في هذا المجال في اطار مزيد دفع الإنتاج والإنتاجية ومن أوجه الإستثمار في المجال الفلاحي نذكر على سبيل المثال الإجراء الذي انطلق مؤخرا في اطار التعاون التونسي الإيطالي في هذا القطاع والمتمثل في التعاون بين البلدين من أجل إنتاج بذور ملائمة للمناخ التونسي وذلك بالتركيز على أصناف جديدة من البذور التي تتلاءم مع نوعية التربة والمناخ التونسي. بداية هذه التجربة أخذت من ولاية باجة نقطة للإنطلاق حيث تمّت غراسة بذور إيطالية وبذور تونسية بنفس الأرض وتمّت متابعة المحصول على إمتداد السنة وعرفت هذه التجربة النجاح حيث بلغ الإنتاج 75 قنطارا في الهكتار بالنسبة للبذور الإيطالية وهو نفس المستوى الذي بلغته البذور التونسية وبعد نجاح هذه التجربة تقرّر تكرارها في كل من باجة والكاف والقيروان لتحقيق نسب إنتاج عالية التي وصلت الى 74 قنطارا في الهكتار بولاية منوبة من صنف بذور «إيريد» وبين 65 و70 قنطار في كل من باجة وجندوبة والكاف. وتشير بعض المصادر الى دخول برنامج لتطوير هذه الأصناف عبر الزيادة منها وتكثيفها وذلك من خلال التعاون مع مركز إيطالي مختص في البذور. تعزى هذه النتائج العالية الى الجهود الرامية الى دفع الإستثمار الفلاحي في المناطق الداخلية للبلاد من خلال التركيز على خصوصيات كل جهة من حيث المناخ ونوعية التربة والتعريف بالفرص المتوفرة فيها