110 فلاحين من مناطق مختلفة بالجمهورية التونسية قاموا خلال الموسم الفارط بزراعة بذور جديدة إيطالية الأصل حصلت على التأشيرة القانونية المتمثلة في التسجيل منذ السنوات الأخيرة شعروا بالأسف الشديد على تجميع كميات هامة ناهزت 80 قنطارا في الهك بطريقة فردية ودون تدخل الوزارة والأسف مردّه أنه لا يمكن إستغلالها كبذور خلال الموسم المقبل رغم أهميتها. «الشروق» استمعت إلى بعض الفلاحيين المعنييين وإلى المديرة العامة للإنتاج النباتي والتفاصيل في الملف التالي: أفاد السيد عبد العزيز بجاوي فلاح بجهة باجة أنه إنطلق في عملية الحصاد منذ أيام والحمد للّه المحصول طيب سواء في الأصناف التونسية أوالأصناف الأجنبية. وأضاف آسف فقط لأننا قمنا بمجهود كبير لزراعة البذور الإيطالية على غرار «سراقولا» وحصلنا على مردود مهم جدا لكن للأسف لم يتم جمعها عن طريق الوزارة وقال:« أسف كثيرا لما حدث وحاولت القيام بمجهود كبير حتى تظل بذورا نظيفة يمكن اعتمادها خلال الموسم القادم». وأضاف لقد لقيت طلبا كبيرا من الفلاحين لشراء كميات منها وسوف أترك البعض لي والبعض الآخر لهم. وحول الرسالة التي يريد إبلاغها للهياكل المعنية كفلاح له تاريخ قال: «الفلاح يريد أصنافا جيدة للبذور ولا يهم إن كانت تونسية أو أجنبية لأننا في النهاية نرغب في تحقيق الإكتفاء الذاتي الذي نحلم به منذ سنوات عديدة وأضاف معز البلاقي فلاح بمعتمدية بوسالم أن الصابة هذه السنة جيدة والحمد لله رغم اننا شعرنا ببعض الخوف من أمطار شهر أفريل. وقال: «إن الأصناف التونسية كانت لها مردودا طيبا ولكن البذور الجديدة ذات الأصل الايطالي احدثت بعض التفوق وتمنى لو تم جمعها كبقية البذور الأخرى حتى يحصل الفلاح على المنحة من جهة ويتمكن من زراعتها خلال الموسم القادم لتحقيق مردود هام لأكبر عدد ممكن من الفلاحين. وأضاف ان البحث العلمي مهم في جميع المجالات فما بالك بمجال الحبوب الذي يأكل منه جميع الشعب. واقترح تشجيع البذور الأجنبية الجديدة التي أثبتت نجاعتها خلال السنوات الأخيرة على غرار «سراڤولا» و«إيريد». عريضة الفلاح حبيب الضاوي هو أيضا من العارفين بالشأن الفلاحي باعتبار تخصصه في المجال وكذلك فلاح أبا عن جد بولاية باجة قال ل «الشروق» وهو يعاين عملية الحصاد إن الفلاّح يرغب دائما في الحصول على صابة جيّدة لتغطية مصاريفه الكثيرة وهذه السنة ولله الحمد الصابة جيّدة. وأضاف ان الفلاح يرغب في ان تتحوّل الفلاحة الى علم وتتخلص من الارتباط بالمناخ. وأشار الى أن البذور الجديدة التي تمّ اعتمادها من قبله خلال الموسم الحالي وتحديدا صنف «سراڤولا» أثبتت ان مراجعة أصناف البذور أمر حتمي لتحقيق نتائج هامة. وقال: اعتمدنا هذه البذور واعتمدنا الحزمة الفنية المطلوبة وحققنا نتائج باهرة وما راعنا الا وأنه لم يتم قبولها منّا كبذور». وأضاف انه قرر الابقاء عليها لتكون بذورا للموسم القادم مع منح بعض الفلاحين الكمية المتبقية تبعا لطلبهم. وختم بأنه حرام ان تذهب هذه الكميات للطاحونة وسوف يتم كتابة عريضة من الفلاحين المعنيين بها لتوجيهها الى الحكومة حتى تطلع على هذا الوضع الذي اصطدم به الفلاحون خلال الموسم الحالي. قانون وتوجهنا بمشاغل الفلاحين الى السيدة آمال نفطي المديرة العامة للانتاج النباتي فأفادت ان الوزارة فتحت الباب الى بعض المستثمرين والخواص لجلب بذور أجنبية واخضاعها للتجربة وفقا لشروط قانونية معينة. وبخصوص البذور الايطالية المسجلة قالت: «ان الوزارة منحت الشركة امكانية جلب البذور واكثارها وبعث شركة خاصة تقوم بهذه المهمة على غرار شركة «كوسام» قبل شهر مارس الماضي». وأضافت رحّبنا بالفكرة لأنها تتنزل في اطار الاستثمار الاجنبي الذي سيوفر مطحنة ويتولى انتاج المواد الغذائية في ما بعد وتصديرها للخارج. وذكرت ان كل شيء جديد يتطلب القليل من التريث والقيام بتجارب متواصلة حتى لا نسقط في اعتماد أصناف غير جيدة. واعتبرت ان الأصناف التونسية ايضا قادرة على تحقيق مردودية هامة على غرار ضيعة جمال السعيدي بمنطقة بوسالم التي تصل الى 80 قنطارا في الهكتار. وختمت بأنها لا ترى مانعا من جلب كميات من البذور الاجنبية لمعاضدة أصنافها عن طريق الشركة المعنية مثلما فعلت خلال السنوات الماضية. وحول اختيار توريد الحبوب للاستهلاك عوض البذور قالت «التوريد يهم خاصة القمح اللين». وعموما المبادرات الجيدة للعمل والاضافة يجب تشجيعها وبعد الثورة يجب ان نستمع الى الفلاح الذي يعرف أكثر من غيره باعتباره رجل الميدان والذي يتكبد المصاريف وبالتالي من حقه التعامل مع بذور ذات مردودية محلية كانت أم أجنبية.