عرف محيطنا خلال السنوات الاخيرة ضغوطات عديدة بسبب التحولات التي شهدها المجتمع كارتفاع عدد مستعملي السيارات والاستعمال المفرط للمواد البلاستيكية والضغط السكني على المدن وانتشار المنشآت الصناعية الشيء الذي يفضي الى كوارث صحية جراء التلوث نموذجا. «الشروق» تحدثت الى السيد نور الدين بن رجب المدير العام للوكالة الوطنية لحماية المحيط عن هذه الظواهر الجديدة على هامش اليوم التحسيسي «خلي الشط يعيش». فأفاد أن الوكالة هي أقدم هيكل بيئي يهتم بالتلوث بصورة عامة ولكن باحداث الوكالة التونسية للشريط الساحلي والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات اتخذت منحى خصوصيا وذلك في اطار المحافظة على الشراكة والتعاون. وأصبحت الوكالة تهتم بصورة أكبر بالتلوث الصناعي حيث تم التركيز على المناطق الصناعية من خلال القيام بعملية جرد لحوالي 15 ألف منشأة. وقال: «تتولى الوكالة تأطير المصانع القديمة وادراجها ضمن برامج ازالة التلوث من خلال دعمها ماديا وفنيا. وأضاف أن الوكالة تقوم ب 6 الاف عملية مراقبة سنويا للتثبت من مدى مطابقة المصانع للشروط المطلوبة. وتقدر حصيلة المخالفين ب 10% من المصانع المراقبة تنتهي في أغلب الحالات بابرام عقود صلح مع الوكالة لأن المجال مفتوح للإصلاح والحد من التلوث هو الهدف الأساسي. وذكر أنه بالاضافة الى برامج المراقبة تعول الوكالة على تفاعل المواطنين من خلال اعلامها بكل اخلال موجود وذلك قصد التمكن من سرعة الاحاطة بحالات التلوث والتصرف فيها بأنجع الطرق وذلك عبر موقع الوكالة www.anpc.nat.tn. وأضاف أنه بخصوص تلوث الهواء أبرمت الوكالة عديد الاتفاقيات مع مؤسسات حكومية معنية قصد التعاون الوطني في مجال نوعية الهواء كما أبرمت كذلك اتفاقيات دولية لتدعيم القدرات التونسية في مجال التصرف في البيئة الصناعية والحضرية. التلوث البحري ويعتبر التلوث البحري من أهم الملفات المطروحة لدى الوكالة. وأكد المدير العام أن الوكالة تهتم من خلال خبرائها بمراقبة الوضع البيئي على موانئ الصيد البحري والموانئ الترفيهية والتجارية وذلك باستعمال وحدات بحرية مخصصة للغرض. وقال: «إنه في اطار الاحتفال باليوم الوطني والعالمي للبيئة نظمت الوكالة يوما اعلاميا تحسيسيا مؤخرا: «حول المؤثرات البيئية للأنشطة «البترولية» وذلك بهدف مزيد تحسيس الشركات البترولية بالاشكاليات البيئية المطروحة قصد حمايتها. وأفاد السيد نور الدين أن العناية بالبحر لا تعني مياهه وأعماقه فقط بل كذلك الشواطئ التي أصبحت منذ بداية الصائفة وجهة العديد من المصطافين. وتولت الوكالة بالتعاون مع بقية الهياكل المعنية العناية بجانب النظافة و تحسيس المواطن بأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ حيث تم احداث موقع واب للغرض بالاضافة الى الحملات التي تنطلق من شاطئ المرسى في اتجاه قليبية والحمامات مرورا بالمدن الساحلية لتصل الى جربة.