تشهد خارطة التلوث البيئي في تونس تمركزا في ثلاث مناطق بالأساس هي العاصمة ومدينتي صفاقس وقابس. ويرجع السيد سمير الكعبي رئيس مديرية المراقبة ومتابعة التلوث في الوكالة الوطنية لحماية المحيط أسباب تلوث تلك المناطق الى افرازات العربات في العاصمة والى افرازات المصانع الكيميائية في كل من صفاقس وقابس. كما أشار الى ان تلوث الهواء في بقية المناطق (مثل بنزرت) ما يزال محدودا ويظهر في شكل حوادث متشتتة. وذكر المسؤول ل«الشروق» على هامش الورشة الاقليمية المنعقدة بالعاصمة حول نوعية الهواء في شمال افريقيا بداية من هذا الاسبوع ان مراقبة نوعية الهواء أثبتت مرات عدة كثافة الغبار في الهواء وتلك مشكلة طبيعية على حد وصفه. يقول «لدينا صحراء وبالتالي لدينا تلوث طبيعي متمثل في هبوب الهواء الصحراوي... وقد تبينا ذلك من خلال وجود تجاوزات في نسبة تواجد الغبار في الهواء خاصة في فصل الصيف الذي يشهد هبوب الشهيلي». ويعتبر مسؤول مراقبة ومتابعة التلوث أن تكثيف المناطق الخضراء سيحدّ من هذا التلوث الطبيعي. ويرى السيد عبد السلام قلالة المهندس العام في البيئة والمكلف بمهمة التعاون الدولي في مرصد الصحراء والساحل ان التلوث الطبيعي لا يمثل اشكالا في تونس بقدر ما نحتاج الى المحافظة على البيئة من الملوثات الصناعية. وقال ل«الشروق» إن أحد الاخصائيين الاجانب أثبت سابقا من خلال دراسة علمية ان الغبار الطبيعي في الهواء صحّي إذ يقي من سرطان الجلد في المناطق التي تشهد حرارة مرتفعة... اذ هناك أشعة فوق بنفسجية يتصدى لها الغبار المتواجد في الهواء». وأكد مسؤول المرصد ان تنظيم هذه الورشة بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة يأتي في اطار اقتناع دول شمال افريقيا بأن التلوث البيئي لا حدود جغرافية له... إذ هو متنقل عبر الهواء. ومن جهته أوضح مدير عام وكالة حماية المحيط ل«الرشوق» ان تونس تضع شبكة لمراقبة نوعية الهواء... إذ تم تركيز أول محطة للمراقبة في بن عروس عام 1994 وتدعمت تلك الشبكة بعد صدور قانون 4 جوان 2007. وأشار الى أن تلك الشبكة تتضمن 20 محطة مراقبة قارة بالاضافة الى ثلاثة مخابر متنقلة. وسينضاف الى القائمة 15 محطة قارة اضافية سيتم انجازها العام الجديد بالتعاون مع كوريا الجنوبية. وكان وزير البيئة السيد نذير حمادة قد أكد في كلمة له ألقاها يوم 14 نوفمبر الجاري أمام اللجنة السابعة لمجلس المستشارين ان الوزارة ستسعى لتدعيم تلك الشبكة... موضحا ان ميزانية الوزارة التي ستقدّر ب238،314 مليارا خلال العام الجديد سيتم تخصيص جزء منها لتطوير شبكة مراقبة نوعية الهواء وذلك باقتناء تجهيزات جديدة لقيس الملوثات واعداد مخططات المحافظة على نوعية الهواء داخل التجمعات العمرانية الكبرى بكلفة قد تصل 900 ألف دينار... بالاضافة الى تركيز 15 محطة قارة لمتابعة ملوثات الهواء بكلفة جملية تقدّر ب2.5 مليون دولار اي حوالي 3 مليون دينار وذلك بالتعاون مع كوريا الجنوبية.