تختتم اليوم الندوة الدولية التي ينظمها مهرجان قابس الدولي في دورته الثامنة والعشرين تحت عنوان «الشباب ومسارات المثاقفة» التي ينظمها بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بمناسبة السنة الدولية للشباب التي تحتفل بها المجموعة الدولية بعد المصادقة على دعوة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب وهو ما أشار إليه السيد المقداد الميساوي والي قابس في كلمة افتتاح الندوة صباح أمس السبت 10 جويلية. هذه الندوة يشارك فيها مجموعة من الباحثين من تونس والمغرب وسوريا وفرنسا وقد أدار الدكتور مبروك المنتصر الرئيس السابق لجامعة قابس الجلسة العلمية الأولى التي حاضر فيها الدكتور نجيب بوطالب مدير المعهد العالي للعلوم الانسانية الذي قدم مداخلة بعنوان «أثر المثاقفة في تشكيل الوعي الحداثي» والدكتور منصف وناس أستاذ التعليم العالي في علم الاجتماع الذي قدم مداخلة بعنوان «الشباب والمثاقفة التكنولوجية بحث في بنية العلاقة» والدكتورة Angel Marietti من الجامعة الفرنسية المتخصّصة في أوغست كونت التي قدمت مداخلة بعنوان «المثاقفة والتعدّد اللساني». وتواصلت المداخلات ظهر أمس وستتواصل صباح اليوم مع مجموعة من الباحثين في تمثيل توفيق بن عامر وسعيد علوش من المغرب وشهلاء العجيلي من سوريا وزهير مبارك وسلوى النجار وعبد العزيز العيّاد. وتأتي هذه الندوة الدولية في اطار تقاليد مهرجان قابس الدولي التي عرف بها منذ تأسيسه مطلع الثمانينات. المهرجان افتتح فعالياته بعرض لفرقة المعهد الجهوي للموسيقى بإدارة وقيادة الأستاذ المنجي الصويعي وقد فوجئ الجمهور بالأصوات الشابة التي أدّت مجموعة من الأغاني التونسية بحضور ركحي رائع الى جانب حرفية العازفين من تلاميذ المعهد الجهوي للموسيقى الذين كشفوا عن مواهب حقيقية ولعلّ السؤال الذي يتبادر الى الذهن كلما شاهدنا عرضا لمجموعة من التلاميذ والطلبة على هذه الأهمية الحرفية والامتياز هو من يحمي هذه المواهب من «التورّط» في سوق الفن الذي يفتقر للقيم الفنية لخضوعه التام تقريبا ل«منطق العرابن»؟ أعتقد أن مدينة قابس ومؤسساتها الثقافية تحديدا مطالبة بحماية هذه المواهب من الضياع وهذه مسؤولية أخلاقية وثقافية أيضا.