يمثّل مهرجان قابس الدّولي نموذجا فريدا في المهرجانات التونسية فإذا كانت المهرجانات التونسية في فصل الصيف تتحاشى برمجة الندوات الفكرية والسهرات الشعرية بتعلّة غياب الجمهور وميل النّاس الى السهرات الموسيقية الترفيهية فإنّ مهرجان قابس مصرّ من دورة الى أخرى على برمجة ندوات فكرية في الصيف. لماذا هذا الإختيار؟ الشروق إلتقت مديره الجديد الأستاذ الأسعد بوخشينة في هذا الحوار. كيف وجدت مهرجان قابس الدولي؟ أنا لست غريبا عن المهرجان إذ تحمّلت الكتابة العامة لجمعية المهرجان منذ سنوات طويلة وعملت مع هيئات مختلفة وبالتالي فأنا ابن المهرجان وملمّ بكل تفاصيله ونحن في الجمعية نعمل معا كل من موقعه على تطوير المهرجان وتنمية مداخيله والحرص على ضمان النجاعة الثقافية ونحن نعمل بشكل جماعي والصفات هي مسائل شكلية فقط من جهة أخرى فنحن أسرة واحدة نعمل بدعم كبيرمن السّلطة الجهوية وعلى رأسها السيّد مقداد الميساوي والي قابس الذي مكّننا من موارد إضافية ضاعفت ميزانية المهرجان تقريبا والأخ الهادي العامري المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث الى جانب دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو وعدد من المؤسسات التي تدعمنا بصيغة الإستشهار. ماهو الجديد بالنسبة إلى الجانب الفكري؟ الجديد هو الشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو إذ شرّفنا الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة بالموافقة على المساهمة في ندوة «الشباب ومسارات المثاقفة «وسيقدّم خلالها الأستاذ الدكتورمحمد العزيز ابن عاشور مداخلة إفتتاحية الى جانب دعم المنظمة الأدبي والمالي للمهرجان وهو ما نعتبره مكسبا ليس للمهرجان فقط بل لجهة قابس بشكل عام. هذه الندوة سيشارك فيها عدد كبير من الشخصيات التونسية والعربية والدولية نذكر من بينهم الدكتور المنجي الزيدي المدير العام للوكالة التونسية للإتّصال الخارجي أستاذ علم إجتماع في الجامعة التونسية والدكتور محمد نجيب بوطالب مدير المعهد العالي للعلوم الإنسانية والدكتور منصف ونّاس أستاذ التعليم العالي في علم الإجتماع والدكتور توفيق بن عامر أستاذ الحضارة في الجامعة التونسية والدكتور عبدالعزيز العيّادي أستاذ الفلسفة بجامعة صفاقس والدكتور فتحي التريكي أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية والأستاذ زهير مبارك مدير المركز الثقافي والرياضي الجامعي بقابس الى جانب أساتذة من العالم العربي كالدكتور مصطفى عمر التير من ليبيا والدكتورة شهلاء العجيلي والدكتورة لبانة القنطار من سوريا والدكتور عبدالرزاق الزهراني رئيس الجمعية السعودية لعلم الإجتماع ومن أوروبا Angéle Kremer-Mariettiو Monique Castillo من فرنسا. أعتقد أن ندوة يحاضر فيها مثل هذه الأسماء ستكون على قدر من الأهمية وسنعمل على طبع أعمالها في كتاب. النشاط الثقافي، هل سيقتصر على هذه الندوة؟ لا، لدينا ندوة ثانية عن السينما بعنوان «السينما والشباب ورهانات تحديث المجتمع «يومي 19و20 جويلية وسيشارك فيها عدد من النّقّاد والسينمائيين من تونس مثل سنية الشّامخي والنّاصر السّردي وقمر بن دانة وإقبال زليلة ومراد بالشيخ ومن المغرب حميد إتباتو وسيكون لقاء قابس في الذاكرة يوم 29 جويلية هو ختام الفعاليات الفكرية وسنستضيف خلاله الأستاذ حسن مرزوق بمناسبة صدور سيرة حياته والدكتورة إلهام دحروج من مصر التي أصدرت أطروحة دكتوراه في التاريخ عن مدينة قابس من الغزو الهلالي الى قيام الدولة الحفصية. ألا تخشى غياب الجمهور؟ أعتقد أن أي مهرجان له جمهوره، ذلك أن جمهور الندوات الفكرية ليس بالضرورة هو نفس جمهور السهرات الفنية ولدينا في البرنامج مجموعة من السهرات مع نجوم الغناء ولكن لابد من أن نحافظ على الجانب الفكري للمهرجان لأنّه هو الهويّة الحقيقية لمهرجان قابس منذ تأسيسه وقد عرف بذلك ولا يزال وعلينا أن نحافظ على هذا الرّصيد.