حاتم الطرابلسي، هو أفضل من يمكن أن يحدثنا عن الأداء الهولندي في مباراة اليوم، باعتباره لعب مع أجاكس قرابة الخمس سنوات وكون خبرة محترمة عن الكرة الهولندية، كما يعرف جيدا، لاعبين مثل شنايدر وفان ديرفارت ومايتينغا زملاءه السابقين في أجاكس، أو كويت وروبين وفان بيرسي الذين سبق له مواجهتهم، هناك في الدوري الهولندي. «الشروق» حاورت حاتم الطرابلسي، من أجل معرفة حظوظ هولندا في مباراة اليوم ونقاط قوة وضعف هذا المنتخب: في البداية لم يخف الطرابلسي تعاطفه مع المنتخب الهولندي معلّلا ذلك بعلاقة وطيدة بهذا البلد، كما أنه يساند زملاءه السابقين في منتخب الطواحين ويتمنى لهم النجاح في الفوز باللقب. نقاط قوة هولندا في تدقيقه لتفاصيل مباراة اليوم، تحدث حاتم عن نقاط قوة الهولنديين، قائلا: «في البداية يملك المنتخب مجموعة منسجمة، بخصال ربما لم تتوفر لهولندا منذ ذلك الجيل الرائع في أواخر الثمانينات، فالموهبة والفنيات العالية عناصر حاضرة بقوة، دون أن ننسى الخبرة والتجربة للاعبين أساسيين متواجدين في هذا المنتخب منذ فتوة طويلة، لعبوا أغلبهم مواسم رائعة وقوية مع نواديهم مما جعلهم في قمة عطائهم في هذا المونديال. وأضاف حاتم: «الخاصية الاضافية لهذه المجموعة التي تفرّقها على بقية الأجيال السابقة، هي الرغبة والحماسة، وقوة شخصية فريق، نجح في تجاوز ضعفه على المستوى النفسي، فبرزت تلك الارادة القوية من خلال «المقاتلة» على الكرة داخل الملعب وتمكن هذا المنتخب من قلب النتائج في العديد من المباريات.. هنا يجب أن نثني على مجهودات المدرب، في غرس هذه العقلية الجديدة في فريقه. معركة وسط الميدان وعن مباراة اليوم، قال الطرابلسي: «على الورق اسبانيا هي الأفضل بفضل قوة وسط ميدانها الذي يتميز بقدرة عالية على الاحتفاظ بالكرة وحرمان المنافس منها، ثم اعتماد أسلوب «التدويخ» أو «التنويم» عبر عدد هائل من التمريرات الدقيقة والقصيرة والمتقنة وهنا تبرز قيمة «تشافي» و«إينيستا» في صنع الهجمات ومن خلفهم «ألونسو» في الافتكاك والتغطية، ثم يقوم هؤلاء بالتمرير في اتجاه «توريس» الذي يحدث ثغرات يستغلها «دافيد فيا» القادم من الخلف مع مساندة «راموس» على الجهة اليمنى و«سيرجيو بوسكاتس» في بعض الأحيان. وأضاف حاتم: «هنا يجب على هولندا إذا أرادت الفوز في المباراة أن تسيطر على هذه المنطقة، ويمكن القول أن هولندا تملك كل المقومات لفعل ذلك بفضل مجهودات فان بومل والعائد دي يونغ في افتكاك الكرة، ثم يقوم شنايدر بتمرير في اتجاه الثلاثي كويت وفان بيرسي وروبين ونظرا لفنيات هذه العناصر فإن الكفة تبدو متوازنة الى أبعد الحدود ومن يتمكن من التفوق في هذه النقطة، ستكون له الكلمة الفصل.. ولا ننسى اللياقة البدنية التي ستكون حاسمة في ترجيح كفة الفريق، الذي يكون جاهزا من هذه الناحية، لأن لاعبي اسبانيا يتمتعون بنفس طويل يجعلهم يحافظون على نفس لياقتهم طيلة اللقاء وهذا مهم جدا. نقاط ضعف في ما يخص نقاط ضعف المنتخب الهولندي، قال حاتم الطرابلسي: «محور الدفاع عادة ما أرّق هذا المنتخب لأن ماتيزن، قلب الدفاع ليس في أفضل حالاته، كما أنه بعودة «أوكل» على الجهة اليمنى أو هاينينغا سيعود التماسك لهذه الجهة، لأن «خالد بلحور» بدا محدود الامكانيات، في المقابل، فإن كل من روبين وكويت مطالبان، بالتغطية على الأجنحة لمنع تسربات «راموس» وكاب ديفيا. أما نقطة الضعف التي تلوح في التشكيلة الاسبانية وربما الوحيدة، هي الجهة اليسرى أين يتواجد كاب ديفيا لأنه لا يقدر على القيام بالدورين الدفاعي والهجومي بنفس القدر من التوازن، وهنا فإن دور روبين سيكون حاسما في استغلال المساحات التي سيخلفها صعود هذا الظهير الأيسر. عموما، المنافسة تبدو متوازنة الى أبعد الحدود ولا يمكن الجزم بهوية بطل العالم.