ترفع الفيفا شعار الروح الرياضية منذ سنوات من خلال مقولة «لعبي روح رياضية» «Mon jeu est fair- play»، لكن الأنانية وحب الانتصار تطغى أحيانا على اللاعبين الذين يسعون إلى الوصول إلى غايتهم عبر طرق غير شرعية كالغش مثلا وهذه عيّنات رصدناها في كأس العالم 2010. لويس فابيانو أمام الكوت ديفوار حقق المهاجم البرازيلي لويس فابيانو هدفا جميلا لكنه استعان بيده لانجاز لقطة جميلة فيها تسلسل اليد اليسرى ثم اليمنى والقدم اليسرى التي وضعت الكرة في الشباك، وقد علق البرازيلي صحيح الكرة لمست يدي ثم كتفي لكنها يد مقدّسة.. أظن أنه واحد من أجمل الأهداف التي سجلتها.. أمّا الحكم فرنسوا ستيفان فقال اعترتني بعض الشكوك فسألته. حمراء «كاكا» بعد مسرحية كايتا وفي نفس اللقاء البرازيل الكوت ديفوار تضايق كاكا في محاصرة كايتا فدفعه دفعا خفيفا بكتفه فسقط اللاعب الايفواري في لقطة مسرحية مفبركة وكان يتلوى من شدة الألم وهو ما دفع الحكم إلى اقصاء كاكا وبعد مشاهدة اللقطة قال الحكم المسكين «كنت أحمق ولم أتفطن إلى التمثيل الذي قام به كايتا وكان علي إقصاؤه». خدعة حارس ألمانيا في مباراة ثمن نهائي الكأس العالمية سجل فرنك لمبارد هدفا لأنقلترا تجاوزت خلاله الكرة الخطّ النهائي للمرمى بما يقارب نصف متر ولدى ارتدادها من العارضة الى داخل المرمى وعودتها الى يدي الحارس الألماني أسرع هذا الأخير باطلاق هجمة لألمانيا وهي خطة أو عملية خدعت الحكم لكن حارس ألمانيا قال: «لم أر سوى الكرة أمسكت بها وأعدتها للعب ربما ساهمت في رفض الهدف لكنني لم أتأكد من شرعيته إلاّ عند إجراء اختبار ضدّ المنشطات». تسلسل تيفيز وفي ذات الليلة السوداء في تاريخ تحكيم مونديال 2010 سجل كارلوس تيفيز هدفا وهو في حالة تسلل واضح وذهب ليحتفل كأن شيئا لم يكن وعند سؤاله إثر اللقاء أجاب «نعم كنت في موقع تسلل واضح ولا شك فيه لكنني متعطّش للمجد مع هذا الزي الأرجنتيني وقد أظهرت للعالم ما أنا قادر على إنجازه». يد سواريز حرمت غانا من المربع الذهبي يوم 2 جويلية بجوهانزبورغ في الدور ربع النهائي ومع حلول اللحظات الأخيرة التي تلت الدقيقة 120 جيان يسدّد برأسه وسواريز الهدّاف يستعين بيده وينقذ الهدف وعلق المهاجم الأوروغواني على اللقطة «مسيّر من الجامعة طلب مني أن أقول إنها كانت يد اللّه ومريم العذراء هكذا يراها شعب الأوروغواي». وأضاف مؤكدا: «أصبح لي يد اللّه أيضا» في إشارة إلى ما قاله مارادونا بعد إحرازه هدفا بيده أمام الأرجنتين عام 1986. انسحاب ايطاليا إنها بلا شك نقطة سوداء أو لنقل مفاجأة من العيار الثقيل فحامل اللقب عام 2006 غادر منذ الدور الأول بعد أن وقع ضحية سلوفاكيا (أحد مفاجآت المونديال) وانهيار بدني لعديد اللاعبين المسنين.. مسيرة ايطاليا تشبه نظيرتها فرنسا عام 2002 بعد الفوز بلقب 1998. إضراب لاعبي المنتخب الفرنسي اعتبرها الفرنسيون والمتابعون وصمة عار في تاريخ فرنسا والصورة ستظل راسخة في مذكرة المونديال.. صورة لاعبي المنتخب الفرنسي وهم يستقلون الحافلة ويرفضون التمارين رغم محاولات رئيس الجامعة وبعض أفراد الطاقم الاداري والمدرب دوميناك.. لقطة تلاها الخروج المخزي للفرنسيين منذ الدور الأول وهو ما هزّ الوسط الرياضي وحتى السياسي مع تدخل الرئيس الفرنسي والبرلماني وما أفرزه من استقالة رئيس الجامعة بعد مساءلات برلمانية واستفسارات رئاسية عن أسباب هذه الفضيحة الكروية. تصرف أرعن أغضب 200 مليون من أحباء السيليساو فيليبو ميلو لاعب الوسط للمنتخب البرازيلي سيتذكر طويلا مونديال 2010 الذي أسقطه من عنان السماء الى حضيض المجد الكروي بعد أن كان مسؤولا مباشرا في هزيمة المنتخب البرازيلي لمساهمته في قبول الهدف الأول وحصوله على الورقة الحمراء بعد ركلة متعمدة وجهها لمهاجم هولندا أريين روبن دقائق معدودة كانت كافية لتفجّر غضب 200 مليون برازيلي وتخفض من قيمة هذا اللاعب الكروية الى درجة إعلان جوفنتس استعداده للتفريط فيه بنصف ثمنه. ريمون دوميناك.. غضب محلي وعالمي المدرب الفرنسي ريمون دوميناك خرج من الباب الخلفي للمونديال بعد انسحاب المنتخب الفرنسي من الدور الأول لكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008 واضافة إلى فشله الذريع على مستوى قيادة فرنسا فإنه أنهى النسخة الحالية بلقطة سلبية بعد أن رفض مصافحة زميله المدرب بيريرا المشرف على جنوب افريقيا. نجم من ورق.. كلنا كان يمني النفس بلقطات يأتيها نجوم الكرة في هذا الملتقى العالمي.. وكان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أحد الذين انتظرنا منهم انجازات فردية خارقة إلاّ أن هذا اللاعب حاد عن الأخلاق بمجرّد خروج منتخب بلاده من الدور ثمن النهائي فلم يجد من طريقة ليجلب بها الأنظار غير البصاق في اتجاه كاميرا الجزيرة الرياضية في لقطة تؤكد الفرق الشاسع بين ساقي هذا اللاعب ورأسه أو بين فنياته وأخلاقه.