مثلما كان منتظرا فقد حققت إسبانيا أفضل هدف كانت ترنو إليه على مر السنين لتحلّ دورة جنوب إفريقيا وتفوز به رغم الهزيمة التي بدأت بها مشوارها والتي مُنيت بها أمام سويسرا... ومقابل ذلك فإن منافستها هولاندا التي وصلت إلى الدور النهائي في مناسبتين سابقتين للمونديال في سنتي (1974 بألمانيا و1978 بالأرجنتين) دون تتويج مسيرتها قبل إدراك الدور النهائي في هذه المناسبة بجنوب إفريقيا 2010... ولكن دون جدوى... «الشروق» تحدثت عن تتويج إسبانيا مع بعض من فنيينا التونسيين فكانت الآراء كالآتي: محرز الميلادي ليس من باب الصدف ما أستطيع قوله حول المنتخب الإسباني أن فوزه باللقب العالمي ولأول مرّة في تاريخه لم يكن من باب الصدفة ولم يكن هدية نزلت له من السماء بقدر ما كان التتويج ثمرة عمل كبير وتميز أكبر لأكثر لاعبيه فضلا عما شهدته الكرة الإسبانية خلال السنوات الأخيرة ولذلك فإن الفوز بلقب كأس العالم من قبل إسبانيا كان عن جدارة رغم خسارة اللقاء الافتتاحي لها... عادل الجباري: هزيمة سويسرا.. مفتاح النجاح قد تكون الهزيمة التي مُني بها المنتخب الإسباني في لقائه الأول أمام نظيره السويسري هي التي دفعته لعدم استسهال أي منافس والإعلان منذ تلك المباراة عن الإصرار الحقيقي على إبراز الإمكانات العالية والجدارة الإسبانية التي تجلت حقائقها بعدها وأكد المنتخب الإسباني تميزه على كل المستويات على الرغم من أن هولاندا لم تكن سهلة كما كان ينتظرها البعض. حسن فدّو: بالعمل والعرق... من يتابع النشاط الكروي في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة لا شك أنه يدرك أن الكرة الإسبانية تطورت كثيرا وذلك على كل الواجهات وكذلك كانت النتيجة واضحة خلال نهائيات مونديال جنوب إفريقيا وكان معها اللقب الذي أفرزه الإبداع والعمل والتعب أيضا باعتبار أنه ليس كل ما يتضح على الورق يتحقق دون عرق... بلحسن مرياح: برشلونة ساهمت في النجاح المعروف أن كل منتخب في العالم يستمد قوته من الأندية بدرجة أولى تم من لاعبيه الناشطين في البطولات الأخرى ومنتخب إسبانيا عول مدربه كثيرا على فريق في حجم برشلونة فكانت له الليونة لتطويع برامجه ومخططاته إلى نجاح عالمي وذلك عن جدارة وبكل تميز... وهو ما دفع بعديد الرياضيين المتابعين للكرة الإسبانية ليرشحوا إسبانيا قبل انطلاق المونديال وتمسكوا بذلك حتى بعد الهزيمة التي افتتح بها مشواره وذلك أمام سويسرا... عثمان الشهايبي: أسلوب أمريكي ونجاعة أوروبية... ما أعتقده هو أن الكرة الإسبانية جمعت الأسلوب الأمريكي الجنوبي والسرعة والنجاعة الأوروبية ولذلك أبدعت كرويا وذلك على المستويين الفردي والجماعي وأكدت الجدارة في أكثر من مباراة قبل تقديم درس كبير لألمانيا في نصف النهائي وتأهلها ولأول مرة للدور النهائي الذي لم تواجه فيه فريقا عاديا بقدر ما كانت منافستها هي هولاندا التي لا ينكر أحد قيمتها غير أن إسبانيا أصرّت على الخروج باللقب فكان لها ما أرادته... عز الدين خميلة: لا غرابة... عند تأهل منتخبين للدور النهائي وهما إسبانيا وهولاندا كان التكهن واضحا وبديهيا وهو أن أحدهما سيحرز على اللقب لأول مرّة باعتبار أنهما لم يسبق لهما الفوز بذلك رغم ترشح هولاندا للنهائي في سنتي 1974 و1978 غير أن الإسبان كانوا أكثر إصرارا للفوز بكأس العالم الذي لا يختلف عاقلان أنهم جديرون به بعد المردود والنسق والتميز الذي ظهروا به ولذلك لا غرابة ولا عجب في فوز إسبانيا باللقب... محمد الجلاصي: ...عن جدارة شخصيا وإن رأيت المستوى أرفع بكثير في لقاء الدور نصف النهائي وذلك أمام ألمانيا فإنني تصورت التراجع النسبي لإسبانيا واستعداد هولاندا لذلك واعتماد طرق تكتيكية قوية تغلق كل المنافذ أمام الإسبان وهو ما كان ولذلك وأمام دهاء المنتخب الإسباني وتفريق الهولانديين لبعض فرصهم «القاتلة» كان لا بد من فوز إسبانيا بلقب كأس العالم وعن جدارة.. وهو ما تجسّد وبوضوح وأمام العالم كله لتتجلى من خلاله أنه لا وجود للصدفة ولا ل«البعلي» في عالم كرة القدم المتقدم بقدر ما يبقى العلم والواقعية والعقلانية وراء النجاحات...