أخبار تونس – اعتلى أمس شارل أزنافور ركح مسرح قرطاج في موعد تاريخي، وكان الجمهور حاضرا بأعداد غفيرة ومن جنسيات مختلفة، لم يضيع جمهور أزنافور فرصة اللقاء بنجمهم. ورافق أزنافور على الركح ستة عازفين ومرددتين غنى في مستهلّ حفله للإنسان المغترب من خلال أغنية “المهاجرون” ثم كانت التحية الحارة بالكلمات إلى جمهور مهرجان قرطاج الذي أعرب عن سعادته بإحساسه بوجوده حوله. وكانت البداية قوية تصاعدية أطلق خلالها أزنافور العنان لصوته الذي لم تنل منه السنين التي نالت من ملامحه ومن خطواته. ثم كانت سلسلة الأغاني التي يعرف الجمهور أكثرها: “باريس في شهر أوت” أو “Paris au mois d'août”ثم سلسلة الأغاني الرقيقة التي تتغنى بالحب وطبعا “لا ماما”،وحتما “لابووام” “البندقية الحزينة” “Triste Venise” و”احملوني بعيدا في آخر نقطة من الأرض” “Emmenez moi au bout de la terre” كما قدم أغنية” السفر، السفر “Voyage, voyage” بمصاحبة إحدى بناته كاتيا أزنافور كما اجتمع في أداء ثنائي بمرددة في كورال فرقته في أغنية “أحبك”. وبلغ أزنافور خلال الحفل طبقات موسيقية نادرا ما يبلغها من كان في سنّه، رقص وهو يردد بشاعرية “الموت حبا” ونادى على “ماريا”. ويذكر أن ازنافور غنى ثلاثة وعشرين أغنية دون انقطاع لأكثر من ساعة والنصف، تراوحت خلالها الإيقاعات الموسيقية بين الجاز والسلو. كما تناغمات موسيقات الأغاني التي أداها أزنافور مع الأضواء التي تتغير وتتلون حسب إيقاع الأغنية ومضمونها. استمع واستمتع الجمهور الحاضر بما قدّمه نجم القرن وضيف الدورة الخامسة و الأربعين من مهرجان قرطاج الدولي، وشارك الحضور نجمهم غناء “احملني” رغم احترام الجمهور لرغبة الأسطورة في أن يستمع إليه الحضور بانتباه و أن يظلوا الحضور جالسين في أماكنهم. وبدا أزنافور فنان الحب و العشق بملامح مختلفة عندما غنى لحفيدته ليلى فكان أبا حنونا يروي ذكرياته ويعبر عن حبه لليلى التي كانت تجلس قبالته على الركح. وكما كانت السهرة مميزة واستثنائية كان الختام مميزا بأغنية “حياتي” التي أداها دون موسيقى مستعيدا ذكريات حفله في تونس سنة 1955 من خلال نفس الأغنية. سجّلت هذه السهرة نجاحا على مستويات مختلفة، فالموعد كان استثنائيا وكذلك الجمهور والتنظيم الذي مثل نقطة جد ايجابية في هذا الحفل الذي حضرته عديد الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية يتقدمهم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وسفير فرنسابتونس.