مع تأجج حرارة الصيف والمهرجانات والأعراس وارتفاع الصخب تخيّر عميرة الحجاج أن ترفع حرارة الشعر وتطلق الدورة الجديدة من ملتقاها المشاكس... والمشاكسة تتأتى من تخصص الملتقى في القصيدة العمودية التي صارت تعاني من الإهمال والاغتراب والهجر والحصار النقدي والكثير من التطفل وندرة الشعراء القادرين على كتابتها وإلقائها... ومن إصرار الشاعر عبد الحميد بريك وأصحابه على الانتصار لهذا النمط الشعري العربي الرمزي والتاريخي والدفاع عن هويتنا الشعرية والثقافية. إن تنظيم مثل هذا الملتقى في ظل تراجع الشعر العربي وصعوبة إقناع الساحة الشعرية المعاصرة بضرورة الوفاء للخليل وللنمط العمودي وفي ظل الحقيقة المرة وهي أن الشعر العمودي عندنا يتعثر ويستظل بالجدران القديمة وأن أغلب القصائد العمودية عندنا تدور في فلك التصنع والتقليد والاجترار مغامرة متميزة ورهان صعب يبدو أن هذا الملتقى يكسبه من دورة الى أخرى... والدليل على ذلك استمراره ونجاحه في استقطاب أصوات عديدة تحضر للإنصات الى الشتات الاخير من شعراء العمودي أو تتبارى في تأكيد شعريتها وقدرتها على إجادة الشعر الخليلي. حافظ الملتقى على رسالته وتوجهه المنفرد وهو الى حد علمي الملتقى الوحيد عندنا الذي يراهن على القصيدة العمودية وحافظ على تقاليده فورشته التدريبية الموجهة للجمهور المحلي في العروض والالقاء والخط العربي تساهم في تنمية القدرات الشعرية ومسابقته الشعرية الموجهة لمختلف الاعمار تستقطب مشاركات عديدة وتشجع على الوفاء لأوزان الشعر العربي وهي مناسبة للقاء الاجيال حول القصيدة العمودية إذ يشارك فيها أحيانا بعض الشيوخ... أما الكتاب السنوي الذي يصدره الملتقى فهو مرجع هام وخدمة للشعر وللمشاركين... إنه موعد عميرة الحجاج الشعري الذي يلتئم في دورته السابعة نهاية هذا الاسبوع بمشاركة عدد هام من الشعراء والنقاد وينتظر أن تشارك فيه وجوه شعرية من الجزائر وليبيا إضافة الى الكثير من الشعراء التونسيين. وستشمل فعالياته العديد من الفقرات حيث تمت برمجة عدة مداخلات وجملة من الحصص الشعرية كما لم ينس الملتقى في دورته الجديدة تكريم عدد من رجال التعليم ولنا عودة...