في دورته الثانية حقق ملتقى المروج للشعر الكثير من النجاح والنضج وهو ما يحمل المشرفين عليه مسؤولية تطويره حتى يكون أياما شعرية نحتفل فيها بالشعر التونسي خاصة بعد اندثار الأيام الشعرية التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب والترفيه في أول الثمانينات هذا الملتقى احتضنته دار الثقافة بالمروج أيام و و أفريل وشارك فيه عدد من الشعراء الهواة الى جانب الأسماء المعروفة وقدمت خلاله المداخلات التالية في ندوة : الايقاع في الشعر الحديث : توظيف الايقاع التراثي في الشهر الحديث جمال الصليعي نموذجا لحسين الصوري القصيدة المدورة لفتحي النصري الاشكالات المطروحة حول الايقاع في شعر وتضمن البرنامج أيضا سهرة موسيقية لمجموعة الحمائم البيض بادارة الياس القبي وشارك في القراءات الشعرية : جميلة الماجري وحافظ محفوظ وجمال الصليعي وعادل معيزي ومراد العمدوني وفاطمة بن فضيلة وأميرة الرويقي وعادل الجريدي. مداخلات الدكتور حسين الصوري قدم مداخلة بعنوان : لمحات عن توظيف «الإيقاع التراثي في الشعر الحديث جمال الصليعي نموذجا تعرض فيها إلى عناصر أساسية هي : خصائص الإيقاع في الشعر العربي قديمه وحديثه مفهوم الايقاع التراثي توظيف الإيقاع التراثي في الشعر الحديث وفي قصيدة «وادي النمل» لجمال الصليعي كنموذج. وانتهى الدكتور الصوري إلى «أن قصيدة وادي النمل» تتحكم في انتاج معانيها بنية صراعية هي صدى أو صورة لما تعيشه الذات المتحدثة في النص (ذات الشاعر) من تمزق بين الموجود والمنشوء اختار له بيت ظل يتردد كاللازمة في أعطاف قسم مركزي في مضمار النص دلالية هذا البيت فهو التالي : أنا المشغول بالأيام أمضي إلى زمن وبي زمن عقيم أما الدكتور فتحي النصري فانتهى من استنتاجاته حول القصيدة المدورة الى أن المقطع المدور إلى أن المقطع المدور في النظم الحر بناء لغوي موزون له من الطول ما يجعله يفيض عن حيّز السطر ليمتد على عدد غير معين من الأسطر المتتالية وهو ما يقتضي فضلا عن الوقفة النهائية التي تلازم آخره أن تتخلله وقفة أخرى أو أكثر إن هذا الحد يمنح المقطع المدور وضعا خاصا. أما الشاعر حافظ محفوظ فقدم مداخلة بعنوان : مقدمة في تعريف الايقاع تعرض فيها الى تعريف مصطلح الايقاع وخصائصه لدى عدد من الشعراء مثل محمود درويش الذي قال عنه : فشهوة الإيقاع عند درويش هي شهوة الذات الشاعرة في الخروج من ايقاعها القديم والبحث عن ايقاع جديد ايقاع معلن منذ البدء». وفي اختتام الملتقى تم الاعلان عن نتائج المسابقة الشعرية التي كانت كالآتي : الجائزة الأولى : عثمان مخلوف ما سقط سهوا من كتاب الكومسوطرا لما تميزت به من معالجة شعرية طريفة . الجائزة الثانية : لكل اسم أسماء لصاحبتها هند محمد لتوفرها على مقومات قصيدة التفعيلة ولحداثة أسلوبها وجودة التعبير عن التجربة الذاتية. الجائزة الثالثة : اغترابات الأصيل الراحل لصاحبها نزار الحميدي لتوفرها على شروط النظم الحر والتماسك بنائها وطرافة صورها الشعرية. وتم تتويج أحسن مجموعة شعرية صادرة سنة 2003 فارتأت اللجنة أن تمنح هذه الجائزة مناصفة الى كل من : عبد الفتاح بن حمودة عن كتابه الشعري : الفراشات ليلا لأسلوبه المخصوص في كتابه قصيدة النثر وقدرته على صياغة التفاصيل الصغيرة بلغة ايحائية طريفة. وللمولدي شعبان عن ديوانه «حنين القوافي» لتمكنه من شروط المراوحة بين العمودي والحر وانفتاح نصوصه على مشاغل الانسان العربي. وتركبت لجنة التحكيم من عبد الرحمان الكبلوطي ويوسف رزوقة وفتحي النصري.