بلون جديد لم يتعوّد عليه المشاهد التونسي، وأمام جماهير غصّت بها كراسي «قصر الرباط»بالمنستير قدم الكوميدي رياض النهدي عمله الجديد المتمثل في مسرحية من نوع «ألوان مان شو» أعدّها له وأخرجها الفنان معز التومي ضمن فعاليات الدورة 39 لمهرجان المنستير الدولي. «البراني على برّة» هو عنوان هذا العمل المسرحي الذي أراد من خلاله رياض النهدي وتحديدا قبل الدخول في تفاصيل العمل ان يبيّن للجماهير العريضة التي تابعته ان هذا «ألوان مان شو» يختلف عما يقدمه عمه الأمين النهدي او ما يقدمه رؤوف بن يغلان وغيرهما وفعلا تبيّن خلال ردهات العرض ان معز التومي اصرّ خلال كتابته للنص على الخروج من ثقافة «اللعب» بالكلمات لتمرير الافكار وقدمها جاهزة للجمهور حيث تحدث رياض النهدي بصفته كحارس مكلف بحراسة مجموعة من الشقق تحدث عن الركود الثقافي في مجال الأغنية والمسرح وتطرق الى ما يقدمه بعض الفنانين من أغان لم تجد حظها في الانتظار رغم قيمتها مثلما تحدث عن دور الثقافة المغلقة وغيرها مما يتعلق بالشأن الثقافي في البلاد. لكن يبقى العنصر الهام الذي شد الجمهور خلال عرض «البرّاني على برّة» هو الجرأة التامة والكلام السلس الذي حبّره معز التومي وتحدث عنه النهدي بطلاقة قصوى وثقة قوية هو ذلك العنصر المتعلق بتمرير حالة الوضع العربي الراهن بين عديد الدول العربية أهمها مصر والجزائر وليبيا والسودان الى جانب تونس طبعا. معز التومي ابتكر فكرة تعطل المصعد بمقر جامعة الدول العربية وداخله مجموعة من الناطقين الرسميين لهذه الدول وقد أراد التومي من خلال «تعطيله لمصعد جامعة الدول العربية» ابراز الخطابات الرنانة للدول العربية دون اتخاذ القرار اللازم والمتعلق حسب رأيه سواء بالصعود او بالنزول او حتى بالبقاء على تلك الحالة، وبالتالي تمكن رياض النهدي من تمرير ما تشهده الساحة العربية من تناقضات أضحكت جماهير رباط المنستير التي كانت شديدة التفاعل مع هذا العمل. حول هذه النوعية الجديدة من «ألوان مان شو» في تونس صرّح صاحب النص والمشرف على الاخراج الفنان معز التومي بشكل ظاهر ويفهمه المتلقي دون اللجوء الى «ما بين السطور» حتى يؤكد لمن قال بأن المشهد الثقافي في تونس يحتاج الى خطاب ديمقراطي، وحول اختياره للكوميدي رياض النهدي لتجسيم هذا العمل صرّح معز التومي ل «الشروق» بأنه انجزه خصيصا للنهدي لأنه يستطيع ابلاغ مفاهيم نصه الى الجمهور المتلقي دون الحاجة الى أساليب «تهريجية».