يسود اعتقاد على نطاق واسع لدى الجمهور الأمريكي بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيفعل هو وكبار مستشاريه أي شيء للاحتفاظ بسيطرته على البيت الأبيض بالفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الثاني من شهر نوفمبر المقبل. ويقول محللون أن من أبرز الأدوات التي يستخدمها البيت الأبيض في ذلك هو نشر التهديدات بان القاعدة ستهاجم الولاياتالمتحدة، وأن الأمن الداخلي معرض للخطر. غير أن هؤلاء المحللين يؤكدون في الوقت نفسه أنهم لا يعتقدون بوجود خطر داهم من القاعدة. ويعزو جاسون ليبولد لجوء بوش ومساعديه إلى استخدام تلك التهديدات إلى نتائج استطلاعات الرأي حول أداء الرئيس بوش، حيث يلاحظ نشرها ورفع حالة التأهب في البلاد عندما تبدأ نسبة الموافقة على أداء بوش بالهبوط، حيث تقوم الحكومة الأمريكية على الفور بإصدار تحذير من عمليات إرهابية وشيكة. ويؤكد ليبولد أن ذلك ليس مصادفة. وكان عدد من زعماء الحزب الديمقراطي قد انتقدوا «سياسة الخوف والتخويف» التي تنشرها حكومة بوش في الولاياتالمتحدة، وقال العضو الديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ إدوارد كنيدي أمام المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي في السابع والعشرين من الشهر الماضي «إن معركتنا تخاض ضد سياسة الخوف والمحسوبية حتى هنا في بلادنا.» فيما اتهم المرشح الديمقراطي السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هوارد دين، الرئيس بوش بنشر سياسة التخويف للإبقاء على الأمريكيين مرعوبين يسكنهم الخوف ولا يدرون ماذا يفعلون من أجل أغراض انتخابية ومصالح سياسية لم تعد تخفى على أحد. وقد سعت حكومة بوش التي امتلأ عهدها بفضائح اقتصادية كبيرة وتراجع في مستويات النمو الداخلي، واستخدام معلومات استخبارية مضللة لتسويغ الحرب على العراق التي لم تتضمن استراتيجية مخرج، سعت ولا تزال إلى جعل قضية الأمن وحماية الولاياتالمتحدة مما تسميه الإرهاب، هي المسالة المركزية في حملة الانتخابات الرئاسية، ولتكون طاغية على بقية الملفات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بما فيها الحرب على العراق التي قد تحول دون فوز بوش بولاية ثانية. وقال إيريك ديفيس «إن الحادي عشر من سبتمبر جعل من الأمن القومي موضوعا يهيمن على الحملة الانتخابية كما جرى في السبعينات والثمانينات» أثناء الحرب الباردة. مضيفا أن بوش طوال حملته الانتخابية يقدم نفسه على أنه رئيس يواجه زمن الحرب ويشيد بالمكاسب التقليدية للحزب الجمهوري في المجال الأمني، فيما ينشط منافسه الديمقراطي جون كيري لإقناع الناخبين الأمريكيين بأنه قادر على ~أن يكون أفضل من بوش في هذا المجال. وفي معظم استطلاعات الراي حتى الآن يعرب غالبية الأمريكيين عن ثقة أكبر في بوش عندما يتعلق الأمر بموضوع مكافحة الإرهاب، بينما تنخفض نسبة التأييد لبوش في بقية المواضيع الأخرى.