يتعرض تجمع الأعضاء السود في الكونغرس الامريكي الى ضغوط من اللوبي اليهودي الاسرائيلي في أعقاب إعلان رئيس التجمع أليجا كامينغس عن دعمهم للمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية هوارد دين، وقال بعض زعماء الطائفة اليهودية الأمريكية أنهم قلقون بشأن مدى التزام دين بالكيان الصهيوني. ويذكر أن الغالبية العظمى من الأمريكيين السود يصوتون تقليديا لصالح المرشحين الديمقراطيين. وكان دين صرح في شهر سبتمبر الماضي بأنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تكون «غير منحازة» بشأن دورها في الصراع العربي الاسرائيلي. ويرى مراقبون أن كون زوجة دين يهودية وأن الرئيس المشارك لحملته الانتخابية ستيف غروسمان كان رئيسا للوبي اليهودي المعروف باسم منظمة «إيباك» لم يساعدا دين في وجه انتقادات الموالين للكيان الصهيوني في الولاياتالمتحدة. وقالت الكاتبة الأمريكية «مارغريت كيمبرلي» أن تجمع الأعضاء السود في الكونغرس كانوا عرضة لضغوط اللوبي اليهودي وأن هيمنة الرئيس الأمريكي جورج بوش والجناح اليميني الأمريكي قد عزز الجناح اليميني الاسرائيلي حلفاءه الأمريكيين، وليس السود الأميريكون المنتخبون الذين يتعرضون للضغط فقط. ويذكر أن الرد الذي كان المرشح الديمقراطي الآخر للرئاسة الأمريكية جون كيري قدمه حول التساؤل ان كان السياسيون الأمريكيون يخشون مواجهة اسرائيل عندما تكون سياساتها لا تستحق الدعم الأمريكي، قد تمّ صياغته بطريقة تثبت أن التساؤلات صحيحة، حيث قال انه والمشرحين الآخرين ليس لديهم مثل هذا الخوف، ولكنه أضاف «إن اسرائيل تحارب من أجل بقائها». غير أن كيمبرلي ترد على ذلك بالقول إن اسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية وتحظى بدعم الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وهذا الدعم الأمريكي لا يليق بوصفها أنها تدافع عن بقائها. ويعتزم الكثير ممّن يسمون «الصقور اليهود» في الحزب الديمقراطي الذين أظهروا في السابق دعمهم للمرشح اليهودي الأمريكي جوزيف ليبرمان، الى الانتقال لدعم الرئيس الأمريكي جورج بوش بدلا من دعم مرشح حزبهم هوارد دين بدعوى أنه يتجه كثيرا نحو اليسار الليبرالي، وأيضا لأن بوش قد أظهر تأييدا مخلصا لا محدود للكيان الصهيوني. ويغلف بعض الزعامات اليهودية الأمريكية (الديمقراطية) تأييدها لبوش لتركيزه على أهمية الأمن القومي الأمريكي. ويقول الرئيس الأسبق لبلدية نيويورك إدوارد كوخ (يهودي ديمقراطي) إنه «ليس هناك ديمقراطي يمتلك عزم بوش» لشن حرب على الارهاب. ويعترف غروسمان بأن سياسة بوش الخارجية تستهوي بعض أعضاء الطائفة اليهودية الأمريكية، ولكنه يعتقد أن ذلك ليست هي المسألة بكاملها. وقال غروسمان «ان العوامل التي تؤدي الي التقارب بين جورج بوش والطائفة اليهودية لن تكون السياسة الخاصة بالشرق الأوسط، بل بالسياسة المحلية، مثل الفصل بين الدولة والكنيسة»، ويعتقد غروسمان بأن بوش سوف يستفيد من أصوات اليهود هذه المرة، لكنه يعتقد في الوقت نفسه، أن اعادة اصطفاف أساسي ستجري داخل الطائفة اليهودية كما يتنبأ البعض، حيث أن جوهر ادارة بوش كما يقول يشكلها الجناح اليميني الذي يحمل ايديولوجية متطرفة جدا.