كشف السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس عن نتائج الموسم الفلاحي في مختلف المنتوجات لا سيما منها الحبوب وتعرّض إلى الاجراءات المتخذة لتجاوز بعض الصعوبات. وبخصوص قطاع الحبوب قال انه تمّ تجميع إلى غاية 19 جويلية 2010 4.8 ملايين قنطار مقابل 8.7 قناطير خلال نفس الفترة من الموسم الفارط موزعة على 3.7م.ق قمح صلب و0.8م.ق قمح ليّن و0.3م.ق شعير و18 ألف ق تريتيكال. وتولت الشركات التعاونية جمع 55.4٪ ويليها المجمعون الخواص 42.5٪ ثم ديوان الحبوب 2.1٪. وذكر أن انتاج الأعلاف كان متوسطا حيث بلغ «القرط» 596 ألف طن مقابل 900 ألف طن خلال الموسم الماضي والسيلاج 424 ألف طن مقابل 523 ألف طن في الموسم الماضي والأعلاف الخضراء 1.6 مليون طن مقابل 2.1 مليون طن خلال الموسم الماضي. وقال: إنه تمّ التأكيد على زراعة الأعلاف الصيفية حيث بلغت المساحات المزروعة 21 ألف هك مقابل 20 ألف هك خلال الموسم الماضي. وأضاف أنه تمّت برمجة 326.3 ألف هك مقابل 310 آلاف هك للموسم الماضي. وعرّج على المخزون الجملي من الموارد العلفية إلى موفى شهر جوان 2010 الذي قدّر ب720 ألف طن في القرط و470 ألف طن في «السيلاج» و1200 ألف طن في التبن. وتقدّر كمّيات الشعير العلفي المخزنة بديوان الحبوب ب65 ألف طن والشعير المحلّي لدى الخواص بين 250 و270 ألف طن. وتم ضبط برنامج لتوريد 350 ألف طن من الشعير العلفي من طرف ديوان الحبوب خلال الفترة القادمة بين جويلية وديسمبر مع توفير ما بين 30 و40 ألف طن منه للتوزيع شهريا بالإضافة إلى توزيع السداري المحلّي. وبخصوص الأسعار قال الوزير: إنه توجد حاليا وفرة في العرض مع ارتفاع الأسعار بحوالي دينار «للبالة» مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط و«القرط» تتراوح أسعاره بين 5 و6 دنانير للبالة بمناطق الشمال ومن 5.5 إلى 7.5 دنانير للبالة بالوسط والجنوب وتتراوح أسعار التبن بين 2 و2.5 دينار للبالة بمناطق الشمال ومن 2.5 إلى 3.6 دينارات للبالة بالوسط والجنوب. أضرار ومساعدات لم يخف وزير الفلاحة الوضعية الحرجة التي يمرّ بها قطاع الزراعات الكبرى حيث أفاد أن 62٪ من المساحات المزروعة هذه السنة لم يكن فيها انتاج ولاحظ انه يوجد نقص بحوالي 30٪ في انتاج «القرط». وقال الوزير ردّا على سؤال أحد الاعلاميين حول مساعدة الفلاحين لتجاوز هذا الظرف والتمكّن من الدخول في دائرة انتاج الموسم المقبل: «بصراحة هو عام صعب» وهناك ملف سيطرح على الحكومة قريبا لمساعدة الفلاحين وبالتالي اجراءات ستتخذ قريبا للفلاحين والمربين تأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة للموسم الحالي والنظر في الاستعدادات القادمة. وأوضح أن هذا دور الوزارة والملف جاهز. وبخصوص توريد الحبوب أفاد الوزير أنه تمّ خلال بعض السنوات توريد 23 مليون قنطار وهذه السنة سوف نسعى إلى ضمان استهلاك للستة أشهر القادمة. وفي مطلق الأحوال سوف تتجاوز الكميات 20 مليون قنطار. وحول توفير البذور للموسم الحالي (2010 2011) أفاد الوزير أن الوزارة أعدت العدّة لتمكين الفلاحين من 450 ألف قنطار والخواص يمكنهم الدخول في هذه المنظومة، أما البذور العادية فستكون الحاجيات الجملية في حدود مليون و600 ألف قنطار. وقال الوزير: «مبدئيا كل الكميات متوفرة وسوف تعقد جلسة عمل للمتابعة مع بداية الأسبوع القادم». «مجاحة» 722 ألف هك من الزراعات «مجاحة» حيث تضررت من العوامل المناخية. وأكد الوزير في هذا الباب أن كلّ المناطق «مجاحة» باستثناء بنزرت لأن الأمطار نزلت بنقص في حدود 46٪. وتراوح معدل النقص بين 47 و64٪. وبخصوص مديونية الفلاحين تحدث الوزير عن جدولة الديون على 5 سنوات بسعر فائدة 5٪ يتحمّلها صندوق الضمان. وأشار إلى ضرورة احداث آلية للتأمين إضافة إلى ما هو متوفر تمكّن من مساعدة الفلاّح. أسعار استعرض الوزير نتائج كل المنتوجات التي لها علاقة بقفّة التونسي حيث توقّع أن يتواصل الضغط على استهلاك اللحوم الحمراء سنة 2010 وسيشهد القطاع التدخل بآليات تعديل السوق بمواصلة توريد كميات من العجول الضعيفة المعدّة للتسمين. وذكر أنه تمّ الترفيع في انتاج اللحوم البيضاء بناء على تزايد الطلب الناجم ربما عن ارتفاع سعر اللحوم الحمراء مقابل أسعاره الملائمة إضافة إلى تزامن شهر رمضان مع الموسم السياحي والعودة المدرسية. وتوقع انتاج حوالي مليار و605 ملايين بيضة مقابل مليار و569 مليون بيضة لسنة 2009 وقال: «تمّ تكوين مخزون قدره 82 مليون بيضة لشهر رمضان». وفي حديثه عن الغلال والزياتين أفاد الوزير أنه لا وجود لانخفاض في انتاج الغلال باستثناء المشمش والعوينة واللوز والدلاع، وأكد أنه اجمالا لا وجود لنقص في الغلال الصيفية وديوان الأراضي الدولية يزوّد سوق بئر القصعة بأكثر من 50٪ من الكميات يوميا. وأشار إلى أن الحالة العامة للزياتين ليست جيدة حيث تأثرت مليون و235 بصفة كبيرة. وتوقع صابة طيبة للتمور وختم بأنه سوف يتم بإذن اللّه تحقيق البرنامج الرئاسي. ٭ نزيهة بوسعيدي حريصون على توفير الانتاج وضمان أسعار ملائمة للمواطن سألت «الشروق» الوزير عن ارتفاع اسعار بعض المنتوجات الفلاحية خلال الفترة الاخيرة لا سيما منها الغلال رغم المؤشرات التي استعرضها خلال الندوة الصحفية ومنها محافظة الانتاج على نفس مستوى السنة الماضية وعن التنسيق مع هياكل التجارة لتفادي الغلاء الذي اشتكى منه المواطن قال الوزير: أن الانتاج متوفّر بالسوق ولا يعني ان الذي لم يتعامل مع الرحبة وذهب الى عجول التسمين أن الانتاج غير موجود وكذلك هناك هاجس نفسي أحيانا يستحوذ على السوق ويوهم الجميع أنه يوجد نقص كما حدث بالنسبة للبطاطا ولكن في الحقيقة لا وجود لذلك. وقال: «هناك اهتمام من قبل أعلى هرم السلطة بالضغط على الأسعار والتنسيق مع هياكل التجارة موجود وبصفة متواصلة حيث نلاحظ أحيانا انخفاضا في الأسعار وأحيانا ارتفاعا طفيفا ويتمّ التدخّل لتعديل السوق والتزويد بصفة منتظمةوبأسعار ملائمة للقدرة الشرائية للمواطن وهذا ما نحرص عليه». وسألت «الشروق» أيضا عن نيّة تغيير أصناف البذور الحالية بأخرى تتلاءم والجفاف وخصوصيات التربة قال الوزير: «لقد سألت مدير عام معهد البحوث الزراعية عن الاصناف الموجودة سيما وأننا فقدنا انتاج عديد الاراضي بنسبة 100٪. وعموما الفكرة مطروحة لأنه حان الوقت للبحث عن بلدان أخرى بذورها تتلاءم مع واقعنا الزراعي كأستراليا مثلا التي تنتج رغم الجفاف.