اعتبرت صحف عربية أن لبنان مقبل على «أيام صعبة» مع اقتراب موعد صدور قرار المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والذي بات عنوانه «حزب اللّه» وربما سوريا أو الاثنين معا حسب بعض التوقعات. ورأت صحيفة «الوطن» السورية أن الكلام الصادر عن غير جهة لبنانية، الذي يشير الى أن «الأيام القادمة صعبة» مصدره تحديدا الموعد الذي ستبدأ فيه المحكمة تلاوة فصلها التالي الذي عنوانه «حزب الله». وتساءلت الصحيفة «في ظلّ اعتبار الحزب لها بأنها تشكّل جانبا من الحرب الاسرائيلية على لبنان هل ستتمكّن المحكمة فعلا أو من معها بالمعنى السياسي من تلاوة هذا الفصل؟». حملة تحريضية وتحدّثت الصحيفة عن مؤشرات متعددة رافقت عودة المحكمة الدولية الى الواجهة ويمكن أن تفسّر درجة سخونتها ولعلّ أولها الشهادة العلنية التي قدمها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أمام لجنة في الكونغرس التي يمكن اعتبارها إعلان حرب مركبة سياسية أمنية ويمكن أن تصل الى العسكرية الميدانية على «حزب الله». وكشفت الصحيفة أن ذلك ترافق مع سلسلة تحرّكات سياسية لم تغب عنها باريس ولا واشنطن كان هدفها الوصول الى أفضل سيناريو ممكن من أجل الإيقاع ب«حزب الله»، وفي جانب من هذه التحرّكات يمكن رصد تلك الزيارات غير المعلنة التي قام بها مدّعي عام المحكمة الدولية بلتيال بيلمار الى واشنطن والتي قيل انها من أجل تأمين الدعم المالي اللازم للمحكمة خوفا من عدم قيام الحكومة اللبنانية بدفع ما يترتب عليها في حين أن بيلمار كان يطّلع على الخطوط الكبرى للسيناريو الذي من المفترض أن يكون القرار الظنّي جزءا منه. ولاحظ بعض المحلّلين أن أسباب التوتر السياسي الحاصل اليوم في لبنان بين فريق يؤيد المقاومة وآخر يعارضها تعود الى توقّع أن تتهم المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري «حزب اللّه» بالضلوع في الجريمة. مزاعم واتهامات في الأثناء زعمت مصادر أمريكية رفيعة مكلّفة بمتابعة ملف المحكمة الدولية أن سوريا لا تزال في دائرة الاتهام باغتيال الحريري. وأضافت المصادر أنها لاحظت «وجود حملة سورية منظمة في بيروت وفي عواصم العالم لإظهار أن القرار الظنّي في مقتل الحريري سيتهم «حزب اللّه» وحده بارتكاب الجريمة» مشيرة الى أن سوريا تتصرّف وكأنها حصلت على صكّ براءة من السياسيين اللبنانيين الذين يزورون دمشق في الوقت الذي يحذر مسؤولو «حزب اللّه» من اندلاع حرب أهلية في حال صدور القرار الظنّي. وتابعت المصادر أن أطرافا أمريكية وسورية ولبنانية وأطرافا معنية أخرى لا تعلم ما يجول في بال المدعي العام دانيال بيلمار الذي قد يتهم دمشق و«حزب الله» معا وربما يتهم أحدهما أو ربما طرفا ثالثا.