اكتظاظ... وسيارات فوق الأرصفة في الحمامات! الحمامات - الصباح: مع بداية شهر أوت الجاري دخل الموسم السياحي في فترة الذروة بتزايد أعداد الوافدين من السياح الأجانب وخاصة الأشقاء الجزائريين الذين أحدثوا حركية تعودت عليها جهة الوطن القبلي في المواسم الأخيرة من ياسمين الحمامات إلى دار شعبان الفهري مرورا بمدينتي الحمامات ونابل حيث التواجد الكبير لمئات الجزائريين في شكل عائلات يسوغون الشقق والفيلات ويساهمون بجولاتهم بين الشواطئ نهارا والمحلات التجارية من مطاعم ومراكز ترفيه ليلا في خلق حركية نشيطة يستفيد منها أصحاب المحلات لمردوديتها الهامة وهو ما بوأ السائح الجزائري مكانة متميزة من طرف هؤلاء التجار في جميع الأنشطة الخدماتية نظرا لسهولة التواصل بين الطرفين بسبب كثرة التردد على بلادنا في السنوات الأخيرة التي أصبحت قبلة لأكثر من مليون سائح جزائري يفضلون الوجهة التونسية على غيرها من الدول الأخرى وهو ما نلمسه من سنة إلى أخرى حيث تفيد التوقعات أن النسبة سترتفع إلى 5 بالمائة من السياح الجزائريين من الوافدين على بلادنا. إرتفاع مشط في الأسعار مع موسم الذروة تشهد الأسعار في المواقع السياحية ارتفاعا مشطا حيث تتضاعف مرتين أو ثلاثة وربما أكثر في بعض الحالات وهذا يظهر في المأكولات والمشروبات فمثلا خبزة «البيتزا» العادية يفوق ثمنها 14 دينارا في المطاعم الموجودة بياسمين الحمامات بينما لا يتعدى ثمنها بين 5 و7 دنانير في الأيام العادية من السنة، وهذا الارتفاع يشمل المشروبات الغازية والمياه المعدنية والقهوة... وقد وقفنا على هذا الواقع بأنفسنا في بعض الزيارات ولاحظنا مدى تذمر الحرفاء من هذا الارتفاع المشط في الأسعار وخاصة العائلات التونسية التي تريد أن تتمتع بالسياحة الداخلية وترفه عن النفس. فمثلا عائلة من 4 أفراد جلست بإحدى المقاهي بياسمين الحمامات وتناولت بعض المشروبات والمبردات وقليل من المأكولات الخفيفة فبلغت الكلفة 62 دينارا مما أثار غضب صاحب العائلة الذي رفض تسديد الفاتورة ودخل في نقاش مع صاحب المقهى الذي تدخل وقام بتخفيض بلغ 30 بالمائة من حجم التكلفة (!). وهذا المثال الحي الذي وقفنا على حقيقته في الأسبوع الفارط يمكن أن يتكرر ما دامت الأسعار مرتفعة بتعلة تحرير الأسعار... وهذا المعطى لا يفيد سياحتنا عموما والسياحة الداخلية على وجه التحديد التي لا شك أنها ستتراجع في وقت شهدت تطورا ملحوظا بفضل التحسن في الدخل الفردي للتونسي الذي ناهز 4 آلاف دينار على أن يبلغ حوالي 5 آلاف دينار في حدود سنة 2009 وهو عنصر داعم للسياحة الداخلية وبالتالي لا بد على جميع الأطراف المتدخلة في السياحة التونسية أن تولي هذا الجانب ما يستحق من العناية والاهتمام قولا وفعلا لأن الحوافز والتشجيعات إذا ما لم يتم تفعيلها ووعى جميع الأطراف بمضمونها وأهدافها لا يمكن أن تجدي نفعا ولا أن تحقق الغاية التي أتت من أجلها ألا وهي تعويد التونسي على قضاء عطلته في ظروف ممتازة والتمتع بخيرات هذا الوطن العزيز من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وبالتالي لا بد من وعي أصحاب المؤسسات السياحية بكل هذه الجوانب والإقلاع نهائيا عن اعتبار السائح التونسي عجلة خامسة تفتح له الأبواب في الأوقات التي تشهد نقصا في إقبال السائح الأجنبي، هذا السلوك أصبح غير مقبول في تونس القرن 21. إكتظاظ وسيارات فوق الأرصفة يمكن إعتبار الاكتظاظ الذي تشهده الحمامات في فصل الصيف من أكبر النسب في العالم فالسيارات في كل مكان بسبب النقص الملحوظ في مرابض السيارات مما دفع بالبعض إلى وضع سياراتهم على الرصيف الذي جعل للمترجل دون سواه، ولا تقتصر هذه الظاهرة على موقع دون آخر فهي موجودة بياسمين الحمامات وكذلك بوسط مدينة الحمامات التي يصبح العبور منها مستحيلا خلال الفترة المسائية أمام السيل الجارف من السيارات التي تريد الدخول إلى وسط المدينة لزيارة المدينة العتيقة التي تبقى نقطة جذب للزوار من الداخل والخارج فضلا عن بعض المطاعم التي تتمتع بشهرة لم تتراجع في مستوى خدماتها رغم كثرة المطاعم المنتشرة على طول الشريط الساحلي. متى ستنتهي الأشغال بياسمين الحمامات؟ رغم دخولها في طور الاستغلال منذ سنة 1998 فإن أشغال البناء لم تنته بالمحطة السياحية المندمجة ياسمين الحمامات فمثلا حاليا تتواصل الأشغال بنزل أمام المدينة. فلماذا لا تؤجل الأشغال إلى ما بعد الموسم السياحي؟ هذا الوضع متكرر خلال كل موسم سياحي فهذا نزل فاخر يقيم به السياح وغير بعيد عنه بناءات جديدة أشغالها متواصلة وهو ما يثير قلق الجميع ويؤثر على المظهر العام للمدينة بكل مكوناتها المعمارية والهندسية والجمالية.