يجيب عنها الأستاذ الشيخ أحمد الغربي السؤال الأول: لقد كنت أذنب وارتكب المعاصي ثم أتوب وأندم وأرجع بعد ذلك, فأنا لا أستطيع أن أتحكم في نفسي. ماذا أفعل كي أتغلب على نفسي ؟ وكيف أجاهدها؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن العلماء قد قسّموا التوابين إلى أربعة أصناف: 1) وهم الذين يتوبون ويستقيمون على التوبة إلى آخر أعمارهم. 2) وهم الذين تركوا كبار الفواحش كلها واستقاموا لكن تعتريهم بعض الذنوب الصغيرة. 3) وهم الذين يتوبون ويستمرّون على الاستقامة مدّة ثمّ تغلبهم الشهوة في بعض الذنوب فيقدمون عليها عن صدق وقصد لعجزهم عن قهر الشهوات. 4) وهم الذين يتوبون مدّة ثمّ يعودون إلى اقتراف الذنوب من غير أن يحدّثوا أنفسهم بالتوبة. ويبدو أنك من الصنف الثالث الذين قال فيهم الله تعالى : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلا صَالِحا وَآخَرَ سَيِّئا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة102) ونفسك هي النفس المسوّلة . وعلى كل حال فإنّ شعورك بالندم في كل مرة ترتكب فيها بعض المعاصي هو علامة إيجابية وطيبة وبداية الطريق للتوبة النصوح ما أنصحك به أن تتسلح بالعزيمة والإرادة وأن تستعيذ بالله كي يعينك على نفسك وتدعوه كي يتوب عنك إنه هو التواب الرحيم. السؤال الثاني: أنا شاب تعرضت إلى حادث مرور ألزمني الصلاة على كرسي, المشكلة أني كثير النسيان في الركوع والسجود. سألت أهل العلم فأجابوني أني (مستنكح) . ما معنى هذه الكلمة؟ وكيف يمكنني التخلص منها؟ الجواب: بداية نسأل لك السلامة من كل أذى. وأمّا بخصوص سؤالك فإن كلمة مستنكح هي اسم فاعل مشتق من الفعل استنكح نقول استنكح النوم عينه أي غلبه النوم ومن هذا المعنى اللغوي استمد العلماء وخاصة المالكية المفهوم الفقهي فعبّروا عن كلّ من يعتريه كثير من الشك في صلاته أو في وضوئه بالمستنكح. وقد فسر علماء المالكية الشكّ المستنكِح بأنه الذي يعتري صاحبه كثيرا بأن يأتي كل يوم ولو مرّة واحدة . مثال: من استنكحه الشك في الحدث بأن شكّ هل أحدث أم لا بعد وضوئه فلا ينتقض وضوؤه لما فيه من الحرج. ومن استنكحه الشك في الصلاة فليبن على اليقين ويواصل صلاته. السؤال الثالث: من هم رواد الحديث؟ ماهي أسماؤهم ومؤلفاتهم؟ الجواب: إذا كنت تقصد برواد الحديث من دوّن الأحاديث النبوية فهم كثرٌ سنذكر المشهورين منهم: الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو عبد الله البخاري . (الجامع الصحيح) الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري (صحيح مسلم). الإمام مالك بن أنس (الموطأ) الإمام أحمد بن حنبل (المسند) الإمام أحمد بن علي بن شعيب النسائي(السنن) وغيرهم. السؤال الرابع ما حكم انتداب معينة منزلية علمًا وأن الزوج أو أحد أبنائه الذكور البالغين قد يجدون أنفسهم بدون قصد طبعا في وضعية خلوة معها قد تطول أو تقصر وقد تتكرّر؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن انتداب الخادمات للعمل داخل البيوت لا يكون إلا عند الضرورة القصوى,وهؤلاء الخدم من النساء لا يجوز الخلوة بهن ولا النظر إليهن لأنهن أجانب عن الرجال من أهل البيت . والأفضل لصاحب البيت أن لا يلجأ إلى إحضار المعينة المنزلية إذا كان بذلك المنزل مراهقون من الشبان سدّا لباب الفساد خاصة والمآسي التي ترتبت على مثل هذا الفعل أكثر من أن تُحصى وتعدّ. السؤال الخامس: أفطرت أياما بسبب العادة الشهرية ولم أقض تلك الأيام لعدة سنوات. كيف العمل؟ الجواب: بداية نبيّن للسائلة الكريمة أن العلماء قد اتفقوا على أنه يجب على من أفطر أياما من رمضان أن يقضي تلك الأيام قبل مجيء رمضان التالي. وأما إذا أخّر القضاء إلى ما بعد رمضان التالي فإن حاله لا يخلو من أمرين: أن يكون معذورا كما لو كان مريضا واستمرَّ به المرض حتى دخل رمضان التالي، فهذا لا إثم عليه في التأخير لأنه معذور وليس عليه إلا القضاء فقط. فيقضي عدد الأيام التي أفطرها. أن يكون غير معذور كأن تراخى عن قضاء الأيام التي أفطرها ولم يقض حتى دخل رمضان التالي ففي هذه الحالة يعدّ آثما وعليه أن يقضي الأيام التي أفطرها وأن يطعم مسكينا عن كل يوم أفطره. وعليه فإنك مطالبة بالتوبة إلى الله والعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك, وأن تتحري عدد الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض وتقضيها مع الإطعام.. والله أعلم.