كشفت تقارير إخبارية أمس أن خمس دول عربية سترفض خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية المقرر اليوم السماح للفلسطينيين بالانتقال الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل في وقت تزايدت الضغوط الغربية على الجانب الفلسطيني لجرّه الى طريق المفاوضات المباشرة رغم التحفظات. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية أنه الى جانب هذه الدول التي ترفض المضي نحو المفاوضات المباشرة فإن بقية الوفود ستؤيد أو تمتنع عن التصويت «حسب حجم الضغوط الامريكية عليها». مخاوف فلسطينية وعلمت الصحيفة من مصادر داخل المجلس الثوري لحركة «فتح» أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال في الاجتماع الأخير للمجلس: «أنا تحت ضغوط كبيرة جدا من العالم لكن أنا خائف من ضغوط الأشقاء» في إشارة الى أن عددا من الدول العربية يتعرّض الى ضغوط لكي تقوم لجنة مبادرة السلام بتقديم غطاء سياسي للانتقال الى مفاوضات مباشرة». وقال مسؤول فلسطيني أمس إن عباس سيبلغ الجامعة العربية اليوم بأن المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل لم تحرز تقدّما كافيا لتبرير الانتقال الى مفاوضات مباشرة. في المقابل دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفلسطينيين والاسرائيليين الى استئناف المفاوضات المباشرة بينهما لإحياء «عملية السلام». وقال القصر الرئاسي الفرنسي في بيان إن ساركوزي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في هذا الاطار. وأضاف البيان أن ساركوزي شدد على «الحاجة الملحّة الى إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط وضرورة أن يتصرف الطرفان وفقا لهذا الهدف». من جانبها قالت الادارة الامريكية إنه يجب ألاّ تكون هناك شروط مسبقة للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين مؤكدة أنها تجري «اتصالات مكثفة» مع بلدان في المنطقة للانتقال الى مرحلة المفاوضات «المباشرة». ودعا وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس من جهته الى الانتقال فورا الى المفاوضات المباشرة. شروط... مستحيلة لكن نائب رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي سيلفان شالوم زعم أمس أن الشروط التي وضعها الجانب الفلسطيني لتحريك المفاوضات المباشرة «يستحيل قبولها». وقال شالوم في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية إن الفلسطينيين يضعون 3 شروط مستحيلة وهي أن تستأنف المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها في نهاية 2008 عندما كان إيهود أولمرت رئيسا للحكومة، وأن ترتكز على انسحاب اسرائيل الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية واستمرار تجميد البناء في المستوطنات. وقد جدّد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان أمس تأكيده أن اسرائيل لا تعتزم تمديد تجميد البناء في المستوطنات بعد سبتمبر المقبل، ورفض الربط بين التجميد وإجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.