واشنطن القدسالمحتلة (الشروق وكالات): يبحث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن ضوء أخضر عربي جديد من أجل استكمال المفاوضات المباشرة مع الجانب الاسرائيلي في ظل رفض حكومة الاحتلال تمديد فترة تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر، بل والضغط بدعم أمريكي من أجل جرّ الفلسطينيين الى التفاوض ومنعهم من الانسحاب من هذا المسار إذا تواصل الاستيطان، كما هددوا بذلك من قبل. فقد كشف مصدر ديبلوماسي عربي رفيع المستوى بالجامعة العربية أن عبّاس طالب بعقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية، على ان يجري الاجتماع يوم الاثنين المقبل بمقر الجامعة العربية. الاستمرار... او الانسحاب وقال المصدر إن سلطة عبّاس طلبت من الأمين العام للجامعة العربية عقد هذا الاجتماع لاطلاع الدول العربية على آخر المستجدات، مشيرا الى أن الموقف الصهيوني من تمديد قرار تجميد الاستيطان سيكون محور النقاش، حيث سيتم البت في ما اذا كان التفاوض سيستمرّ رغم استئناف الاستيطان أم سيجري الانسحاب من المفاوضات المباشرة. وقد توقع مسؤولون في حكومة الاحتلال تراجع عبّاس عن تهديده بالانسحاب من المفاوضات المباشرة على خلفية استئناف الاستيطان. من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن السلطة ستقدّم ردّها النهائي على استئناف الاستيطان الاسرائيلي بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر المقبل. وقد طالب عباس أمس من باريس رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان لثلاثة أو أربعة أشهر والمفاوضات جارية لإعطاء فرصة لمفاوضات السلام وحتى يتمكن الطرفان من احراز تقدم حول القضايا الأساسية. وفي المقابل دعا نتنياهو عباس الى مواصلة محادثات السلام بعد انتهاء سريان قرار تجميد المستوطنات في الضفة الغربية من أجل التوصل الى ما سمّاه «اتفاقا تاريخيا» بين «الشعبين» على حد تعبيره. وزعم نتنياهو في بيان مقتضب صباح أمس أنه «جاد وصادق» بشأن استمرار مفاوضات السلام. ودخلت واشنطن من جانبها على خط الضغط من اجل استمرار المفاوضات حتى في ظل الاستيطان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي «أدعو الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الى مواصلة المفاوضات الجيدة والنزيهة التي بدأناها للتو لنحاول الاقتراب من اتفاق سلام تاريخي» على حد تعبيره. وقد ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية امس ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اتفقا بوساطة أمريكية على مواصلة التفاوض لأسبوع آخر للتوصل الى «حل وسط» حول البناء الاستيطاني. هجمة استيطانية وقد بدأت صباح أمس أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة بعد ساعات من انتهاء فترة التجميد، في الوقت الذي دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحكومة الاسرائيلية الى تمديد قرارها بتجميد الاستيطان. وصعّد المستوطنون وبمساندة من جيش الاحتلال عمليات توسيع للمستوطنات واعادة بناء بؤر تم تفكيكها في السابق. ووزعت الحركات الاستيطانية في الضفة بيانات ودعوات طالبت فيها منتسبيها بالانضمام الى كافة الفعاليات التي تخص بناء عشرات البؤر الاستيطانية. وفي هذا السياق وضع نائب رئيس حكومة الاحتلال سيلفان شالوم أمس حجر الأساس لإقامة مدرسة دينية يهودية في الحي الاستيطاني اليهودي بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.