شدّد خبراء عراقيون على استحالة ولادة طفل متكامل الصفات في العراق على مدى ثلاثة أجيال بسبب تأثيرات اشعاعات اليورانيوم المخصب الذي خلفته حربا 1991 و2003 على البلاد. وقال الدكتور العراقي منجد عبد الباقي الخبير في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية أن بريطانيا والولايات المتحدة استخدمتا خلال الحربين المذكورتين أسلحة مصنّعة من مادة اليورانيوم المخصّب بكميات هائلة لم يسبق ان استخدمت في حرب سابقة في العالم. 100 موقع ملوّث وأشار الى وجود حوالي 100 موقع ملوّث بهذه المواد هو عبارة عن خردة أسلحة ومخلفات حرب في جنوب العراق محذرا من انتقال الاصابات السرطانية المرصودة حاليا في الجنوب الى الوسط والشمال خلال سنوات قريبة. وفي ذات السياق، كانت دراسة علمية نشرتها مؤخرا صحيفة «الاندبندنت» كشفت عن ارتفاع حاد في جميع حالات السرطان وصل الى حد أربعة أضعاف والى مستوى 12 ضعفا لدى الأطفال الذين هم أقل من 14 عاما. وأردفت الدراسة التي أشرف عليها الطبيب كريس باسبي من جامعة «أولستر» بإيرلندا الشمالية ان الاصابة بداء «لوكبميا» ارتفعت بمعدل 38 ضعفا وان معدلات سرطان الثدي زادت بنسبة 10 أضعاف الى جانب الزيادة الكبيرة في أورام المخّ لدى الأطفال. أفظع من «هيروشيما» وأكد باسبي أن الكارثة الصحية التي تحيق بالفلوجة أشد من مثيلتها في «هيروشيما»، قائلا: داء «لوكيميا» زاد في هيروشيما بمستوى 17 ضعفا 38 في الفلوجة» مضيفا «إن ما يثير الدهشة هو سرعة الاصابة بالسرطان وليس فقط انتشاره». وأماط اللثام عن تغيير حاصل في نسبة المواليد من الذكور والإناث، مشيرا الى ان نسبة المواليد الذكور انخفضت بمعدل 18٪ بعد 2005 موضحا ان التحوير الحاصل يُعد مؤشرا على الضرر الوراثي الذي ينسحب على الذكور أكثر منه على الإناث. وخلص باسبي الى ان التغير الجيني يُثبت استخدام اليورانيوم والفوسفور الابيض قائلا: «اعتقد ان الأمريكيين استخدموا سلاحا جديدا ضد المباني لتخترق الجدران وتقتل من بداخلها». وأبرز ان أنواع السرطان المماثلة للموجودة حاليا في الفلوجة أصابت الناجين من سكان «هيروشيما» الذين تعرضوا ل«الاشعاع المؤيّن» اثر سقوط القنبلة الذرية. وأشار الى ان تأثير الحرب على المدنيين كان شديدا على العراقيين عامة وعلى سكان الفلوجة خاصة بسبب المدة التي استغرقتها محاصرة المدينة وضربها بأعتى الاسلحة وأكثرها فتكا على الاطلاق.