لم يكن اللاعب التونسي الأصل المحترف بفرنسا ونجم أولمبيك مرسيليا ونعني حاتم بن عرفة يدرك على ما يبدو حجم اهتمام الرياضيين التونسيين به لذلك فإن سعادته كانت كبيرة جدا بعد مباراة السوبر وهو ما عكسه تصريحه ل«الشروق» حيث أكد أنه تونسي قلبا وقالبا ويعتز بأصله وجذوره وان وضعته الظروف في فرنسا ليولد ويعيش هناك... وقال حاتم بلغة عربية وبلهجة تونسية مستعينا من حين الى آخر باللغة الفرنسية: «أعرف أن التونسيين أبناء بلدي يعشقون كرة القدم ويتنفسونها كما يحبونني كثيرا وذلك من خلال ما ألمسه كلما زرت تونس، لقد فوجئت والحق يقال بكل هذا الحب حيث وبمجرد دخولي الميدان كان التصفيق حارا واسمي يتردد على كل لسان.. وهو ما جعلني سعيدا جدا بكل هذه المحبة أولا ثم بالفوز بلقب «السوبر» الفرنسي الذي لا أنكر أنه تحقق ايضا بفضل الجمهور التونسي». انبهار بأجواء رادس ومن جهة أخرى لم يتردد حاتم بن عرفة في التأكيد على ان الفرنسيين ومن خلال زملائه ومرافقي فريقه أولمبيك مرسيليا انبهروا بأجواء ملعب رادس وحسن التنظيم والحضور الجماهيري المكثف الذي لا يتوفر كثيرا في ملاعب فرنسا.. مضيفا أن هذه الاجواء تشرفه كتونسي وتعزز انتماءه الى هذه البلاد التي يتمنى لها مزيدا من النجاح والرقي... وأشار بن عرفة الى ان الشيء من مأتاه لا يستغرب طالما ان في تونس رجالا آمنوا بالعمل وأدركوا أن الشعوب الأوروبية لا تفوقهم في شيء بما في ذلك الامكانات التي برزت والحمد & في ملعب رادس بشكل مشرف للغاية. رونق خاص كما تحدث بن عرفة عن المباراة التي لم تشهد حسب رأيه مستوى فنيا لكن الأهم فيها انتصار فريقه وفوزه باللقب الذي يعزز الألقاب التي تزركش أروقة النادي مؤكدا ان هذا اللقب الذي أحرز عليه في ملعب رادس ببلاده تونس له طعم خاص باعتباره تحقق امام جماهير أغلبها تونسية تفاعلت معه الى أبعد الحدود.. وبالمناسبة فهو لا يتردد في توجيه تحية تقدير وإكبار الى كل الرياضيين في تونس. الحديث عن تونس أكثر أهمية ومن جهة أخرى قال حاتم بن عرفة: «قد يكون الحديث عن هذا «السوبر» مهما غير ان الحديث عن تونس يبقى الأهم خاصة ان الجمهور فاجأني بما لم أكن انتظره أبدا حيث كلما كانت الكرة في حوزتي أو راوغت او حتى لمستها الا وكان التشجيع كبيرا.. بصراحة تمنيت لو يخوض فريقي كل مبارياته في تونس خاصة ان الجمهور هنا وبقدر ما يتناغم مع ابن البلد فإنه ايضا لا يجامل...» مازلت في مرسيليا أما عن الحديث الذي تضخم خلال الفترة الاخيرة حول العروض التي وصلته من أندية أخرى قد تكون كبيرة فقد أجاب بن عرفة قائلا إنه مازال الى حد الآن في أولمبيك مرسيليا الذي يعتز به كثيرا أيضا غير ان سنّة الاحتراف قد تضعه في فريق آخر... مضيفا بأن له عدة عروض ولكنها لم تكتس بعد صبغة رسمية فالمفاوضات مازالت في بدايتها لكن وجهته النهائية ستتحدد قريبا. احترام متبادل... وحول علاقته بالمدرب ديشان قال بن عرفة: «العلاقة طيبة وما يربطنا بالأساس هو العمل... لكل دوره وذلك في كنف الاحترام المتبادل...» لن أنسى هذه «السهرة» التونسية وفي آخر «الدردشة» التي كان فيها حاتم بن عرفة بشوشا وهادئا الى أبعد الحدود ومقدرا لعمل الصحافيين خلافا لبعض أشباه لاعبينا في تونس لم يتردد نجم أولمبيك مرسيليا التونسي الاصل والمعتز بذلك كثيرا في التأكيد على أنه لن ينسى هذه «السهرة» المتسمة بأجواء تونسية كما لن ينسى تعلق الجماهير به.. وسوف لن يتردد في الاشارة الى ذلك وفي كل مناسبة تتاح له وبكل افتخار.