كشف القيادي في حركة «حماس» محمد نصار وهو أحد المقربين جدا من محمود المبحوح الذي اغتيل في دبي في جانفي الماضي أن التعجيل بقتل المبحوح كان بسبب معلومات وصفها بالخطيرة كان يملكها الضحية عن جهاز مخابرات عربي كان يلاحقه باستمرار ونقل نصار عن رفيق دربه المبحوح قوله في آخر مكالمة هاتفية جرت بينهما قبل سفره الى دبي «أشعر أن جيشا يطاردني». وقال نصّار وهو أحد نشطاء «حماس» المقيمين في سوريا في تصريحات بثتها إذاعة «الأقصى» التابعة لحركة «حماس» ان عملية اغتيال المبحوح كانت مخططة لتشمله هو أيضا وقال ان «المعلومات التي وصلتنا كانت تفيد أن الاغتيال كان لكلينا، وهذا كلام مؤكد وأنا أكشفه لأول مرة، وأشعر أنني خسرت لعدم استشهادي». مفاجأة ثقيلة وفجّر نصار مفاجأة حين كشف أن سبب الاستعجال في اغتيال المبحوح كان لامتلاكه معلومات «خطيرة جدا» عن أحد أجهزة المخابرات العربية دون أن يكشف عن اسم الجهاز، لكنه أشار الى أن هذا الجهاز كان يطارد المبحوح ليلا نهارا ولا ينفك عن مطاردته، واصفا هذا الجهاز بأنه مخرّب ويحاول تدمير المقاومة. وأضاف نصار الذي شارك المبحوح في بداية عمله العسكري في «حماس» أنه تلقى اتصالا هاتفيا من المبحوح قبل سفره من سوريا الى دبي أبلغه خلاله بأنه يشعر وكأن جيشا يطارده. وتطرّق نصار الي شخصية المبحوح وقال انه كان «رجلا أمنيا من الدرجة الأولى» وأنه كان يتمتع بحسّ أمني عال وكان كثير التنقل بين البيوت ولا يستعمل سيارته الخاصة بل يلجأ الى السيارات العامة، ويتخذ كافة الاحتياطات أثناء سفره للتغطية على شخصيته. وأكد نصار الملقب ب«أبي صهيب» أن رفيق دربه الراحل المبحوح كان همه الوحيد «إمداد المقاومة بالسلاح والمال». وتابع نصار قوله ان «حماس» لا تريد أن تنقل الصراع مع اسرائيل الى الخارج ردا على عملية الاغتيال وقال «نستطيع ضرب الاحتلال في عقر داره وسنردّ على الاحتلال وأعوانه بعمليات خاصة في عمقه». ونفى المسؤول في «حماس» أن يكون عناصر «الموساد» المتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال قد حصلوا على أية معلومات ووثائق من المبحوح قبل اغتياله، مؤكدا أن «أبا العبد» لم يكن يحمل أي شيء يتعلق بالعمل السري للمقاومة». أمريكا على الخط وفي سياق تطورات التحقيق في اغتيال المبحوح طلبت شرطة دبي من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي) التحرّي في بطاقات ائتمان مدفوعة مسبقا صادرة في الولاياتالمتحدة استخدمها المشتبه بهم في القضية. ونقلت الصحيفة عن مصدر في ال«أف بي آي» قوله ان التحقيق سيتحرّى أيضا ما إذا كانت اسرائيل ضالعة في اغتيال المبحوح. ونقلت صحيفة «ذي ناشيونال» الاماراتية عن شرطة دبي قولها ان 13 من بين 27 متهما استخدموا بطاقات «ماستر كارد» المدفوعة مسبقا الصادرة عن بنك «ميتا بنك» الأمريكي لشراء تذاكر الطائرة والحجز في الفندق. من جانبها ذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية على موقعها الالكتروني أمس أن شرطة دبي تعتقد أن اثنين على الأقل من اجمالي 27 شخصا المشتبه بهم استخدما جوازين مزورين لدخول الولاياتالمتحدة بعد عملية الاغتيال. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمقربة من القضية قولها ان أحد المشتبه بهم دخل الولاياتالمتحدة مستخدما جواز سفر بريطاني باسم روي آلان كانون وهو بريطاني يعيش في اسرائيل وتقول أسرته ان هويته سرقت على يد الفريق الذي نفّذ عملية الاغتيال. وأضافت الصحيفة أن عملية الكشف قد توتّر العلاقات الأمريكية الاسرائيلية.