البداية الموفقة لفريق النجم الساحلي على درب سباق البطولة الوطنية لا أحد ينكرها وحتى الأكثر تعصّبا لفرقهم لا يتردّدون في الاقرار بهذه الحقيقة.. ولئن تعدّدت الآراء حول العوامل الكامنة وراء فرض اللون هذا، فإن أحد أهمها هو ثراء الرصيد البشري وتنوعه ولا أدلّ على ذلك من أن عددا كبيرا من اللاعبين البارزين وجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية وحتى القائمة الرسمية. المتأمل في انطلاقة فريق جوهرة الساحل يلاحظ أن النجم يتوفر على مجموعة من اللاعبين المتقاربين في الأداء وهو ما يجعل عملية الاختيار أمرا عسيرا للغاية خلافا للرأي القائل بأن تدريب فريق كالنجم الساحلي مهمة سهلة وفي متناول أي مدرب مهما كانت درجته العلمية في التدريب والجميع مازال يتذكر كيف لازم المهاجم سيلفادوس سانطوس مقعد الاحتياطيين شأنه شأن مواطنه دانيالو في قمة الجولة الافتتاحية ضد الترجي الرياضي على ميدان ملعب رادس.. نفس هذا السيناريو تكرّر مع أكثر من لاعب يعتبر «نجما» داخل المجموعة مثلما حدث في اللقاء الأخير ضد قوافل قفصة عندما وجد كل من صديق أدامس وعادل الشاذلي ودانيالو أنفسهم على مقعد البدلاء وهؤلاء اللاعبون وغيرهم كثير منهم حمزة جبنون ولسعد الجزيري وغازي عبد الرزاق وبلقاسم طونيش وحاتم البجاوي وحبيب مايتي ومصعب ساسي دون اعتبار الأسماء التي تمّت إعارتها والقادرة لوحدها على تكوين فريق بإمكانه لعب الأدوار الأولى في البطولة. منطق الانسجام رغم ما يختزنه هؤلاء اللاعبون من امكانات فإن الجهاز الفني دأب على توخي طريقة تشريكهم في حيز زمني معين في المقابلات الرسمية وهذا الاختيار يستجيب الى حرص المدرب محمد فاخر ومساعده محمد المكشر على خلق الانسجام في صلب التشكيلة وهو أمر لا يمكن تحقيقه إذا تمّ إحداث تغييرات في صلب التشكيلة بإقحام هذه العناصر فيها وهو ما يعني أن الجهاز الفني يفضل الاعتماد على مبدإ استقرار التشكيلة الأساسية وإكسابها أكبر قدر من الانسجام والتناغم. ضحية طابع الفريق العامل المذكور آنفا ليس وحده وراء عدم الاعتماد على خدمات هذه العناصر في التشكيلة الأساسية بل هناك عامل آخر يتعلق أساسا بمدى تأقلمهم مع أسلوب وأداء الفريق ونمط حياة المجموعة.. في هذا الباب يمكن القول إن طريقة لعب هؤلاء اللاعبين لا تتماشى والرسم التكتيكي الذي يريد المدرب محمد فاخر اعتماده في النجم الساحلي.. ففي حين نلاحظ أن أداءهم يميل الى الفردية والفرجة نجد الفريق من خلال متابعتنا الميدانية للتمارين يعتمد على ضرورة صهر الامكانات الفردية في بوتقة العمل الجماعي، معنى ذلك أن هؤلاء ذهبوا الى حد الآن ضحية طابع الفريق.. وما يحدث لهم جائز في كل أصقاع الدنيا.. ولنا في عدة نجوم عالمية لم تتأقلم مع فرقها الجديدة خير شاهد على ذلك وفي هذا دليل قاطع على المنحى الذي شهدته الكرة الحديثة والمتمثل في إيلاء الأولوية الى الأداء الجماعي قبل المهارات الفردية والنجاعة قبل الاستعراض وهذا ما ينسحب على البرازيلي دانيالو.