أبرز السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي أهمية البعد التكويني في الارتقاء بالمؤهلات النضالية لاطارات «التجمع» ومناضليه مستعرضا دور الجامعات الصيفية الاقليمية والوطنية ل««التجمع»» في تناول الشأن الوطني والحزبي بالدرس وتعميق الحوار حول مختلف أبعاد الخيارات الكبرى للتغيير وخاصة الواردة بالبرنامج المستقبلي «معا لرفع التحديات» باعتباره يحمل طموحات الشعب التونسي للمرحلة القادمة. وأكد الامين العام خلال اختتامه أشغال الجامعة الصيفية الوطنية بطبرقة أن انكباب ««التجمع»» على دراسة أبعاد البرنامج الرئاسي الجديد للخماسية القادمة يتطابق مع المضامين الطلائعية لهذا البرنامج المتواصل للإصلاح السياسي الذي يحمي النظام الديمقراطي والمجتمع ويحقق أهداف كافة التونسيين والتونسيات في التقدم الاقتصادي والاجتماعي ودعم الاستقرار الذي يعد عنصرا أساسيا في مسيرة التغيير مبينا أن ما يتميز به ««التجمع»» من قوة واتساع انتشار وقدرة كبيرة على التجدد والتأقلم مع المستجدات هو ما جعله حزبا رياديا يواكب مسيرة البلاد وينتقل بالشعب من مرحلة الى أخرى تماشيا مع روح العصر. ولاحظ أن تفاعل «التجمع» مع التوجهات والاهداف الرئاسية المستقبلية الجديدة وحرصه على تهيئة الظروف الملائمة لانجاحها وضمان التجاوب الشعبي الكبير معها والالتفاف الدائم حولها يترجم ما يحققه هذا الحزب العتيد من كسب متزايد للمواقع الجديدة في مختلف الأوساط والقطاعات. وأوضح الأمين العام أن جوهر هذا البرنامج الرئاسي هو تثمين الموارد البشرية وتنميتها في اطار التفاعل مع المحيط العالمي وتحولاته المعرفية والتكنولوجية واعلاء منزلة العلوم وقيم التجديد والاجتهاد والمبادرة في استكمال بناء مجتمع الغد بتونس على أساس الثوابت الوطنية والانفتاح على روح التطور. وأكد أن الخط الوطني الذي وضعه «التجمع» منذ الكفاح من أجل الاستقلال يتواصل اليوم في سياق تمش يحفظ التماسك والتضامن بين التونسيين للنجاح في مواجهة التحديات مبرزا في هذا الصدد دور اطارات «التجمع» وهياكله في الجهات في تغذية هذا الخط الوطني ودعم صلابته بالالتفاف حول الرئيس بن علي وتوفير المناخ الملائم لانخراط المواطنين في برامجه الرئاسية المتعاقبة خاصة عبر تأمين السلم الاجتماعية والرفع من الانتاجية في المؤسسات الاقتصادية وأسباب النجاح في المؤسسات الدراسية وتعبئة المواطن حيث وجد وتأطيره بوعي واقتناع وتكريس الخيار الديمقراطي الذي يضمن الحرية والكرامة والمشاركة ويسد الابواب أمام كل من يحاول المس بالمصالح الاقتصادية لبلادنا. وبيّن الامين العام أن اعداد مخطط تنموي جديد يتنزل في اطار ترجمة المحتوى العملي وتحديدا الجوانب الاقتصادية والتنموية لبرنامج الرئيس بن علي للسنوات الخمسة المقبلة مشددا على ضرورة أن يكون موعد تجديد هياكل «التجمع» فرصا لتوسيع إلمام القواعد «التجمع»ية العريضة ومختلف مكونات المجتمع التونسي بتوجهات هذا البرنامج الرئاسي الذي حظي باجماعهم باعتباره يرتقي الى طموحاتهم ويقدم التشخيص الصحيح والحلول الفضلى لواقعهم ومتطلبات النهوض المستمر به في ضوء رؤية استشرافية متبصّرة. وأوضح ان «التجمع» الذي يحمل بذور التجدد والديمومة ويتميز بمرونته في التعامل مع المتغيّرات يواصل بهدي من رئيسه تطوير توجهاته وفق طبيعة كل مرحلةوخصوصيات حتى يظل في مقدمة من يتفاعل مع التطورات مبرزا الحرص «التجمع»ي الفائق على الارتقاء ببلادنا الى مواصفات البلدان المتقدمة وخاصة الدول الاوروبية ودعم حظوظ بلادنا في بلوغ مرتبة الشريك المتقدم مع الاتحاد الاوروبي وتعزيز تقدمها في اكتساب عديد المؤشرات الرفيعة المستوى في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعرفية. وأكد الأمين العام أن القيادة الحكيمة والرشيدة للرئيس بن علي هي التي جعلت بلادنا تحظى بصورة النموذج على الصعيدين الاقليمي والعالمي في الاعتدال والتفتح الحضاري والمحافظة على ديمومة الاستقرار رغم تعدد مخاطر المحيط الدولي وكذلك في السيطرة على تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتقليص تأثرها ووضع المخطط الكفيل باسترجاع نسق التنمية واستئناف جهود الرفع من معدل النمو والتحكم في نسبة البطالة والاحتفاظ بثقة المستثمرين الاجانب. وأوضح الأخ محمد الغرياني أن نجاح «التجمع» في استقطاب كل الفئات والاجيال التي تجد نفسها في تصورات وأنشطة وبرامج عمله يحمله مسؤولية أكبر في مجال توسيع الدراية بأهمية العمل على ترسيخ القيم الوطنية وتحويل هياكل «التجمع» الى فضاءات للتربية على الوطنية وتنشئة الشباب على العمل الديمقراطي والمشاركة السياسية وتزويد البلاد بالكفاءات الرفيعة المستوى التي تجمع بين الخبرة والعلم والتأطير السياسي وتؤمن بأن كسب المعارك لا يكون الا بالروح الوطنية العالية. وشدد على ضرورة انتهاج خطاب سياسي واع بتحديات المرحلة الراهنة وبالخصوص مواجهة المفاهيم المغلوطة التي يتم تداولها بسوء نية وبمعان لا علاقة لها بالواقع التونسي الحقيقي مبينا في هذا السياق ان الحديث عن التداول على الحكم هو كلمة حق أريد بها باطل طالما ان التداول على الحكم في تونس مضمون دستوريا وقائم على قاعدة الانتخابات الحرة والتعددية في الترشحات في اطار الديمقراطية النزيهة واحترام القانون مبينا في ذات السياق ان الرئيس بن علي ألغى الرئاسة مدى الحياة وجعل الانتخاب هو القاعدة في اختيار رئيس الجمهورية وممثلي الشعب باعتبار ان الانتخاب هو التجسيم الحقيقي لإرادة الشعب مستنكرا ما يقوم به بعض محترفي السفاهة والأباطيل من نشر محتويات مغلوطة وادعاءات لا علاقة لها بالواقع. وفي معرض حديثه عن الازدواجية المفضوحة في خطاب بعض العناصر التي تمتهن الاساءة الى تونس ونشر الادعاءات المغلوطة حولها أكد الأمين العام ل«التجمع» ان الاستقلالية في الحياة الجمعياتية لا يجب ان تكون بمفهوم المتطرفين والتي تعني الاستقلالية عن «التجمع» الذي يعتبر بالنسبة الى كل تونسي قوة وسطا تحقق التوازن للمجتمع المدني ويساهم في تطويره ويشارك في انجاح أهدافه ولا يهيمن عليه ايمانا منه بضرورة احترام خصوصيات العمل الجمعياتي واستقلاليته وفقا للقانون وللمفاهيم الصحيحة والثوابت الوطنية الحقيقية. وأبرز الامين العام ان «التجمع» يقدم تصورا متطورا لعناصر الهوية الوطنية ويحرص على تكريس هوية متفتحة تساهم في تحقيق الاندماج والتسامح. ويرفض المفاهيم التي تنحرف ببعض ثوابت الهوية عبر التعصب لاحداها ونفي التفاعل مع الآخر والانغلاق على الذات.