أبدى سياسيون لبنانيون مخاوفهم من أن تكون اشتباكات جنوب لبنان بين القوات الاسرائيلية وعناصر من الجيش اللبناني مقدمة لاندلاع حرب جديدة على لبنان.. وذهب السياسيون ذاتهم الى حد التأكيد على أن هذه الحرب أصبحت مسألة وقت.. وقال النائب تمام سلام انه لا شك بأن الأجواء المشدودة اقليميا في الفترة الأخيرة ستنعكس بشكل او بآخر على لبنان، وبالتالي ما حصل هو دليل على ان هذه الأجواء مرشحة دائما للتفاعل سلبيا، وإذا تم احتواء حادثة امس الأول فلا يختلف لبنان على ان الجهوزية العدائية لدى إسرائيل قائمة وفي وتيرة متقدمة، فالعمل الاستفزازي الذي حصل يدل على نوايا إسرائيل، وحرصها على ممارسة تفوقها العسكري من جهة، ومحاولة تسويقه عالميا بأنها هي المستهدفة من جهة أخرى. أما النائب نعمة الله ابي نصر فقد حيّى الجيش اللبناني الذي أثبت عن جدارة كفاءته وخصوصا اتخاذه قرارا في الساعات الصعبة، وهو أمر مميّز بالنسبة إليه كما حيى حكمة المقاومة بعدم التدخل، معتبرا انها لو فعلت لتعقدت الأمور اكثر مما هي عليه، فقرار الحرب او السلم شغل اسرائيل الشاغل وهي ستعتدي على لبنان وهي تريد انهاء المقاومة بأي طريقة كانت «حاولت في السابق وستحاول في المستقبل، والمسألة مسألة وقت ولا أحد يعرف أينما يؤخذ هذا القرار ، المهم ان نكون بجهوزية كاملة جيشا وشعبا ومقاومة من أجل الدفاع عن أرض الوطن». وردّا على سؤال كيف يمكن حماية الخط الازرق في المستقبل يقول سلام : المطلوب جهود اكبر وأكثر جدية وحيوية من قبل قوات «اليونيفيل» من الأممالمتحدة ومجلس الأمن». أما ابي نصر فيرد على هذا السؤال بالقول ان هناك خلافا حول الخط الازرق، والحادث حصل في هذه الارض وحمايته لا تكون الا من خلال الأممالمتحدة مضيفا: «نحن نريد ان نحرر ارضنا وحبذا لو يتم ذلك بالسلم وبالطرق الديبلوماسية ولكن اذا تعذّر ذلك لا مفر من المقاومة». اما كيف يقرأ خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والذي قال فيه انه سيساند الجيش في حال تكرر الاعتداء؟ فيجيب : ان ذلك ليس بجديد فإن دوره كمقاوم لا يمكن ان يكون بعيدا عن دور الجيش والسعي الى التصدي لأي عدوان اسرائيلي، طالما ان اسرائيل انطلاقا من نواياها العدوانية ستمارس هذا الامر وطالما ان التأهب والجهوزية عند المقاومة الى جانب الجيش اللبناني امر مفروغ منه، وبالتالي ما قاله حسن نصر الله ينسجم مع طبيعة وجود المقاومة ودورها. ويقرأ ابو نصر خطاب نصر الله بأنه من مسؤولية الجيش وشعاره بأنه سياج الأمة، وهو الذي يحمي الحدود، وهو القرار بيده يمكنه ان يستعين بالمقاومة وبالشعب وكل اجهزة الدولة، سواء كانت تنتمي الى المجتمع الأهلي او مؤسسات رسمية كالدرك والأمن العام وأمن الدولة، عندما تعلن حالة الطوارئ او الحرب، كل الشعب ومكوّناته ومؤسساته يصبح جيشا واحدا. اما كيف سيتحرك مجلس الامن في هذا الموضوع ومن سيدين؟ فيجيب: «هذا ما سننتظر لنرى، ونأمل ان يضع الأمور في نصابها لانه اذا ما قام مجلس الامن باعتبار الامر حادثة ولم يبرز الدور الاستفزازي التي قامت به القوات الاسرائيلية في انتهاكها للخط الازرق لعبورها له ودخولها الارض اللبنانية فيكون غير موضوعي في معالجة هذه الأمور وبالتالي سيقع في مزيد من الضعف.