المهرجان الصيفي بمنزل تميم له عراقة لا ينازعه فيها مهرجان آخر من مهرجانات المعتمدية كلها وقد نشأت في حضنه فكرة المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم الذي بدأ كمهرجان ليوسف التميمي ثم استقل ونما منفصلا في فصل آخر غير الصيف وهو فصل الربيع. وقد بات معروفا أن فصلي الربيع والصيف في هذه الجهة لهما من الرونق والجمال والمتع ما يجعل الواحد منهما ينسيك الآخر بمجرد حلوله وكأن الطبيعة قد اختارت هذه المدينة منذ الخلق الأول لتكون مدينة الجمال والسحر ومدينة الإنتاج الفلاحي الوفير ومدينة يحدث فيها كل شيء على شكل مهرجان... سوقها الأسبوعي على شكل مهرجان... أعراسها على شكل مهرجان... مشاكلها على شكل مهرجان... والأهم أن خيراتها ومتعها والاصطياف البحري فيها يكون بتلقائيته على شكل مهرجان أيضا... فالبحر الممتد على مدّ البصر وكأنه يخترق بزرقته الصافية المدى اللامتناهي وينفذ في أحشاء السماء ويجعل منها امتدادا ساحرا للبحر يغري الناس من البلدان الداخلية في تونس بقضاء عطلهم السنوية في هذه المدينة فتراهم أفواجا يشكلون جمهورا كثيفا يأتون عاشقين لمحبوبهم البحر الذي يطرب الجسد بالسباحة الخفيفة الحرّة وينعش الروح بغير صوت ولسان... وإذا أضفنا إلى هذه الأجواء البحرية أجواء المهرجان الصيفي فمن المفترض أن تصبح الحياة مذهلة وساحرة في هذه المدينة... وقد أفادنا السيد عادل بوليلة مدير المهرجان الصيفي في لقائنا به بأن المهرجان ستنطلق فعاليته يوم 06 /08/2010 ويتواصل إلى يوم 21/08/2010 وهو ما يعني امتداده على مدى 13 يوما مما يجعل رهان دسامة البرمجة أمرا صعبا ولكن حماس المدير ودرجة تحضير هيئة المهرجان المسبق لهذه الدورة هي وحدها التي تجعل ربح الرهان أمرا ممكنا وليس مستحيلا.. النشاط سيتوزع بحسب البرنامج على ثلاثة فضاءات متنوعة فضاء المدرسة الإعدادية شارع الجمهورية.. فضاء القيتارة الذي تمثله الحديقة العمومية يوسف التميمي بالشاطئ وفضاء قاعة أفراح بوسط المدينة... برنامج الدورة يبدو في قراءة أولى كثيفا شاملا ويجمع بين الفن التشكيلي كاليوم المخصص تحت عنوان «صيف الفنون» وبين السهرات الفنية والعروض كسهرة بلطي... والسهرة التنشيطية لمجموعة «ألوان الصيف» وعرض «عزّوزية زغوان» للإنشاد الديني «احتفالا بحلول شهر رمضان المعظم و«سهرة الأبطال» تكريما لأبناء منزل تميم المتوجين جهويا ووطنيا... والعرض الموسيقي «غجر» لمنير الطرودي وسهرة رُوّاد الفن الشعبي بمنزل تميم... كما يجمع بين العروض المسرحية كالعرض المسرحي للأطفال «ياسمين» وهو من إنتاج شركة داود للإنتاج المسرحي بتونس والعرض المسرحي الكوميدي «أعمل القاز» بإمضاء جمعية مسرح الابتسامة بنابل وبين المسابقات ك«مسابقة الأناقة والجمال والابتكار» بمشاركة حلاقي وحلاقات ولاية نابل وانتخاب «أميرة الوطن القبلي» وبين معرض الكتاب كتركيز خيمة «كتاب الطفل» أما ما يميّز هذه الدورة فهو احتفاؤها بأول عارض سينمائي تونسي بالولاية السيد المولدي العناني أصيل مدينة منزل تميم الذي كانت له الريادة في القيام بالعروض السينمائية في كامل الولاية كما كانت له الريادة أيضا بحسب ما ذكر لنا مدير المهرجان في تأسيس قاعة سينما في مدينة منزل تميم محققا السبق على مدن ولاية نابل... فهل ستنجح إدارة المهرجان في تنفيذ برنامجها أمام قدوم الضيف الجديد في هذه السنة في عز الصيف... شهر رمضان المبارك الذي لا ينافسه لا البحر ولا البر في فواح رائحته وجلال أجوائه وهيبته؟