كان الأمل وفي طريق عودتنا من مدينة قفصة تمضية سهرة موسيقية شبابية رائقة وشائقة في مسرح سيدي بوزيد الصيفي... حيث الموعد مع بلطي ورابه العزيز(...)، إلا أن هذه الاستراحة الليلية أصابتنا بوجع كبير في الرأس وندم أكبر على متابعة العرض المذكور... فما شاهدناه لا يمكن التعليق عليه لأنه وصل إلى حد لا يوصف من الاستهجان بالجمهور والعائلات التي حضرت بأعداد جد محترمة... كيف لا وقد غنى بلطي في «شورت» ومريول خلعة!!! إنه العجب العجاب... إذن كان حفل الاختتام في مهرجان سيدي بوزيد الصيفي مع فنان الراب بلطي الذي واكبته جماهير غفيرة... شيبا وشبابا، نساء ورجالا وأطفالا جاؤوا خصيصا لبلطي ومتابعة عرضه الشبابي الفريد(...) انطلق الحفل في حدود الساعة العاشرة وسبعة دقائق ليلا في جو مناخي ساخن زاده الاكتظاظ الجماهيري الذين غصت بهم مدارج مسرح سيدي بوزيد الصيفي.. أين قدم بلطي جملة من أغانيه المعروفة على غرار «ليّام» و«صغري أنا..» و«علامات الساعة» لما كان غالبية الحضور من شباب سيدي بوزيد وشاباته يحفظون هذه الأغاني عن ظهر قلب، فقد تصرفوا مثل «كورال» متناغم فغنوا مع نجم الراب(...) وتفاعلوا معه بشكل ملفت وتمايلوا وتمايسوا.. ووو... على أنغامه... قبل أن يفسح بلطي المجال للديدجاي المصاحب له لإمتاع الحضور بأنغام إيقاعية من ذلك alors on danse وsexy love حيث طمأن هذا الفنان عشاقه ومحبيه بأنه خلال الجزء الثاني من السهرة سيتولى إتحافهم بأحلى أغانيه كما يراها Passe partout ليغادر إثر ذلك الركح في انتظار العودة الميمونة.. وجاء الديدجاي فألهب الأجواء وأشعلها ورفع في النسق فتحول مسرح سيدي بوزيد إلى فضاء لتقديم لوحات راقصة على إيقاعات أشهر أغاني البوب والراب والتكنو إذ تواصلت هذه الفسحة خمسة وثلاثون دقيقة بالتمام والكمال... ثم أطل علينا بلطي ليستمر في شطحاته البهلوانية وهبلاته وهو في لباس غير لائق بالمرة.. قال إنه شبابي اقتضته طبيعة السهرة وكي يساعده على «الشطيح» والقفز العالي... مما يؤكد أن فنان «الراب» لم يحترم جمهوره ولا العائلات التي جاءت من بعض مدن الولاية كبئر الحفي وأولاد حفوز والقايض... ولودة، بل هناك من وجدناه قدم من قرية بوثدي... والكل يمنّي النفس بسهرة تفوح إبداعا وإمتاعا لكن! ولم تكف قفزات بلطي وتحركاته شرقا وغربا، شمالا وجنوبا بل كانت في جلها غير منسجمة مع الإيقاع وهو ما أثار حفيظة بعض سيدات الولاية الفلاحية ثم كانت Passe par tout فأداها صحبة الجمهور الحاضر بجسده لا بفكره وقلبه ليكون مسك الختام باعتذار لا يستند إلى واقعية وغابت عنه المصداقية ما دام هناك تعمد في أداء هذه الأغنية «الرابية» حين قال أعتذر لكل فتاة تونسية عن مضمون الأغنية المذكورة بأنها ليست فتاة ملاهي و«بواتات» وغيرها وإنما المقصود بنات الليل المعروفات. وإذا كانت هذه الأغنية تخص حريفات «البواتات» كما ادعى بلطي فلماذا لا يغنيها في مكانها الأصلي بدلا من أن يرمي بها وسط العائلات؟