كان جمهور القيروان وتحديدا من الشبان والأطفال مساء السبت 17 جويلية على موعد مع نجم أغاني الراب التونسي الشاب بلطي الحفل الذي أخذ صدى كبيرا كان شاهدا على غضب بلطي ومبارحته الركح. بلطي الذي اعتلى ركح الهواء الطلق بالمركب الثقافي بالقيروان بعد ساعة من انتظار صاخب لجمهور المراهقين. صافح جمهوره على ايقاع «ولد بلاد»، طالبا رفع اليد والصوت الى الأعلى والتفاعل مع أغاني «الراب» التي رافقته في أدائها بقية أعضاء فرقته. ويبدو أن الحضور الجماهيري لم يكن في مستوى انتظارات نجم «الراب» ولم يكن تفاعله مع غنائه كما يريد هو. فبمجرد اعتلائه للركح وتقديمه بعض الكلمات المرافقة للايقاع بصوته القوي المعهود، ونظرا لضعف تفاعل الجمهور مع ايقاع أغانيه. فقد اغتاظ بلطي وبارح الركح للحظات قبل أن يعود إليه تحت نداءات متقطعة للشبان الذين ازدادوا حماسة بفضل هذه العملية «المسرحية» التي انطلق جمهور المراهقين بعدها في هستيريا الغناء والرقص.. في السنة الدولية للشباب. ذهب صوته؟! من جهة ثانية، فمن يعرف بلطي وأغانيه المتميزة وصوته الجهوري، يتعجب من الصوت والايقاع اللذين التقى بهما أبناء القيروان كأن الخمسة آلاف دينار والمساحيق لم تكن كافية لجعل صوته بنفس جودة التسجيلات. ولعل ذلك يعود الى حالة الاحباط من ضعف الاقبال بالشكل الذي يتمناه نجم في حجمه. أو لعله يعود الى عيوب تقنية أو تأثر الحبال الصوتية ب«المباشر». فقد تبدد صوت بلطي ورفاقه وطغت عليه أصوات مكبرات الصوت ولعل ذلك ما جعل بلطي يؤكد في لقاء صحفي قبيل الحفل أن «الراب» لا يحتاج الى الصوت الجيد بقدر ما يتطلب ال«كاريزما» معتبرا هذا النمط الغنائي موازنة بين الايقاع والكلمات مؤكدا أنه يكتب أغانيه بنفسه. كما نفى بلطي أن يكون «الراب» الذي اشتهر به وأبدع، ظاهرة بقدر ماهو طريقة عريقة في الحياة تعود لأكثر من ثلاثين عاما مبينا أن «الراب» عالمي. وعن رسالته التي يروم تبليغها من خلال «الراب» ومضامين أغانيه المتنوعة بين «الحرقة» و«المخدرات» والجنس وغيرها أكد بلطي أنها لا تقتصر على فئة مخصوصة من الجمهور وإنما هي موجهة الى المجتمع كافة. مضيفا أن الراب هو مرآة المجتمع وفيه مضامين نقدية. بلطي: العبدلي «استغلني» وعن كلمات أغانيه، أكد بلطي أنه يكتبها بنفسه كما كتب لعدد من الفنانين التونسيين وبينهم لطفي العبدلي الذي انتقد انقلابه على مساعدته وركوبه على الحدث بخصوص أغنية (بلطي) «passe par tout». جمهور القيروان تابع عدّة عروض تبدو مقبولة رغم الانتقادات ورغم محدودية الامكانيات وضعف التنظيم وتأخر البرمجة التي اعتمدت كثيرا على الدعم. وتتواصل عروض المهرجان مع عرض الفنان نورالدين الباجي والفنانة سمية الحثروبي وعدد من العروض الجزائرية الى غاية 28 جويلية 2010.