ألهب الفنان العالمي الكندي الأصل «قارو» ليلة أول أمس مدارج مسرح الهواء الطلق في إطار حفله بالدورة السادسة والاربعين لمهرجان الحمامات الدولي، حيث لم يعش جمهور الحمامات منذ بداية هذه الدورة من مهرجانه اجواء كالتي عاشها مع النجم العالمي «قارو» الذي غنى ورقص وأرقص طيلة ساعة ونصف من الزمن دون انقطاع. «ڤارو» كان في حالة نشوة وذهول، فالجمهور الحاضر كان يحفظ أغانيه على غرار أغنية «أحبّك» (je t'aime) ولم تسعه الفرحة فأضاف من وقته ومن إحساسه الشيء الكثير على الركح وهو الذي يتمتع بصوت رائع وحضور ركحي أروع يجمع بين الرقص والأداء المقنع والنقلة الجميلة والإحساس الكبير، فضلا عن الابتسامة التي لم تغب لحظة عن حفله وأسلوبه الكوميدي الذي يجمع بين «الضمار» والتمثيل حتى ان المسرحي حمادي المزّي الذي كان يجانبنا الجلوس في هذا الحفل علّق قائلا هذا الفنان (ڤارو) له امكانات كبيرة في التمثيل فضلا عن صوته الرائع... وهذا هو الفنان الحق..» ومن خلال كل المعطيات المذكورة سلفا فإن «ڤارو» أبهر الحضور بأدائه وهذا جليّ على المدارج من خلال التفاعل الكبير من الجمهور الذي ظلّ واقفا طوال الحفل، وتفاعل بالرقص والتصفيق وترديد الأغاني مع نجمهم الذي أبهر بهذا التفاعل وشكر جمهوره اكثر من مرة لحسن الاستقبال ولحفظه لأغانيه وأغاني نجوم عالمية أخرى أدّاها خلال حفله بمهرجان الحمامات. نجم عالمي على خطى الكبار وتجدر الاشارة الى أن «ڤارو» من أبرز نجوم الساحة الموسيقية الأوروبية اليوم فشهرته انطلقت من فرنسا عندما نجح في تقديم شخصية مهمة ضمن العمل المسرحي الغنائي «أحدب نوتردام» سنة 2000 ومن هنا يفهم الحضور الركحي المتميّز لهذا الفنان، الذي سطع نجمه في فرنسا رغم انه من مواليد مدينة الكيبيك بكندا. «ڤارو» قال في حفله بمهرجان الحمامات انه يحيي في هذه الصائفة حفلين لا غير، لانه بصدد تحضير ألبومه الجديد، وهذه في حد ذاتها نقطة إيجابية تؤكد احترامه للجمهور وهي نقطة يجب ان يتعظ منها «العرابنية» الذين يقدّمون قديمهم في اكثر من 5 تظاهرات ثقافية في صائفة واحدة. علما وأن «ڤارو» قدّم عديد الألبومات الناجحة جماهيريا، حققت نسبة مبيعات كبيرة على غرار ألبوماته «وحيد» و«اللص النبيل» و«ارجع»... «ڤارو» خصص فقرة لجمهوره، أهدى له خلالها مجموعة من روائع نجوم عالميين فغنى للنجم العالمي شارل أزنافور صحبة جمهوره أغنية «لابوام» وغنى كذلك لنجم البلوز «ريتشالز» كما غنى لجيرار دونورمون، واستجاب لإلحاح جمهوره فغنى للنجمة العالمية «سيلين ديون». تناسق وانسجام وما يشدّ الانتباه في حفل » «ڤارو» بالحمامات هو ذلك الانسجام الكبير بين أعضاء الفرقة الموسيقية تناغم وانسجام زاد العرض جمالية وامتاعا فالفرقة الموسيقية المرافقة ل «ڤارو» لا يتجاوز عددها 6 أفراد لكنهم يتميّزون بالحرفية، كلهم بلا استثناء من عازفة الكمان الى عازف الأورغ وعازف الباتري وعازفي القيتار والعازف على آلات النفخ. كما كان «ڤارو» عازفا متميّزا على آلات النفخ وعلى آلة الأورغ يعزف قليلا ويغني قليلا، يتنقل بين المصدح والأورغ بسرعة وبحرفية قلّما وجدت لدى فنانينا.. اما اللقطة المؤثرة في حفل هذا النجم بمهرجان الحمامات الدولي هي استجابته لنداء جمهوره في آخر الحفل حين غادرهم بعد التحية الجماعية معلنا نهاية الحفل ورفض الجمهور المغادرة هاتفا «ڤارو»... «ڤارو» فعاد صحبة فرقته الموسيقية ليضيف أغنيتين استجابة لنداء جمهوره وتقديرا لهم في سهرة ألهب بها المدارج و«تفتق» فيها «ڤارو» على الركح.