الجماهير العريضة التي واكبت سهرة حكيم بمهرجان صفاقس الدولي والتي فاقت ال 9 آلاف متفرج، فاجأت صاحب «حبوسه» فلم يجد من صيغة للتعبير عن سعادته بالحضور إلا بالقول: «أنا صفاقسي... أنا ابن تونس ومن حقي أن أطالب بالجنسية التونسية وجواز سفر تونسي»... هذه العبارات الترحيبية التي اختارها حكيم لافتتاح سهرته بمهرجان صفاقس الدولي الذي زاره للمرة السادسة على التوالي، ألهبت المدارج وأشعلتها فلم يطفئها حكيم إلا حين غنى «السلام عليكم» التي نزلت بردا وسلاما على عشاقه. «السلام عليكم»، قالها باللحن وفق أغنيته الشهيرة، ثم أعادها عشرات المرات دون لحن بل بلهجة تونسية أي «عالسلامة»، ولما وجد تجاوبا من الجمهور «تفتقت قريحته اللغوية» على لهجتنا ليقول في أكثر من مرة، وبموجب ومن دونه «ملّ جمهور... يهبّل» و»أنا حكيم الصفاقسي... أنا نحبكم برشة» الى غير ذلك من المرادفات التي لم تكن معزولة عن كلمة السر عند حكيم وهي «صفقولوا... صفقولوا» أو «يلّ نفرفش»... هذه المرادفات كررها عشرات المرات على ركح سيدي منصور بصفاقس في سهرة حطمت الرقم القياسي من حيث الحضور الجماهيري الذي وجد في أغاني حكيم الشعبية أفضل الايقاعات للرقص والتصفيق والهتافات، كما وجد في حسن التنظيم الذي يحسب لهيئة المهرجان وأعوان الأمن ما سمح له بقضاء سهرة راقصة خالية من أي طارئ يربك سيرها وناجم بالاساس على الازدحام وضخامة العدد. حكيم، صعد الركح مرفوقا بفرقة موسيقية تضم 14 عنصرا، يختلفون في آلاتهم لكنهم يتفقون في الرقص مع «حكيمهم» الذي وجد في رحابة خشبة مسرح سيدي منصور «ملعبا واسعا» للرقص والقفز والنط... 14 منشدا وعازفا توزعوا على الآلات الموسيقية، 5 عازفي إيقاع وعازف ناي و»أكورديون» و»يتار باص» و»أورغ وطرومبات»... هذه التشكيلة الفريدة وقفت وراء حكيم لتعزف «السلام عليكم» و»نار نار» و»حبوسه» و»بيني وبينك» في توزيع «جديد» ينطلق بالنغمات الموسيقية المعروفة عالميا» كأغنية «دانسيندو لمبادا» أو ارتجالات «الفولك الاسباني» أو غيرها من النغمات التي تم تركيبها تركيبا مفضوحا وغير متجانس فجاءت أغاني حكيم كلها عبارة عن «كفتاجي موسيقي»، لكن رغم هذا «المزج الهجين» في النغمات، إلا أن حكيم تمكن من شد الجمهور اليه لاكثر من ساعتين ونصف بدا فيها «حكيم الصفاقسي» على حد تعبيره سعيدا بالجمهور. في كلمة سهرة حكيم بمهرجان صفاقس الدولي في إطار الدورة 26، حققت رقما قياسيا في الحضور أكثر من 9 آلاف متفرج ومن الثابت انها أنعشت الخزينة وكشفت عشق جمهور مهرجان صفاقس الدولي للنغمة الشعبية المصرية، لكن السؤال المطروح هل يتمكن مواطنه حسن الاسمر يوم الجمعة 13 أ وت الجاري من تحقيق نفس الحضور الجماهيري على نفس الركح وهو الفنان الذي يعتبر من الفنانين المصريين الاكثر شعبية في تونس؟...