يبدو أن للتوتر العصبي علاقة بإرتفاع درجات الحرارة إذ تشكل عوامل ضغط إضافية تزيد من حدّة تشنّج الإنسان. فبمجرّد ارتفاع درجات الحرارة يسرع التونسي الى تغيير نسق حياته فيفرط في السهر ليلا واستهلاك المنتجات رغم أنه مضطرّ للقيام باكرا للإلتحاق بمقرّ عمله، تقلّ بالتالي ساعات النوم وتنتابه حالات إرهاق، حالات الارهاق هذه (وكما يؤكد ذلك الدكتورعطيل بينوس وهو اختصاصي في الطب النفسي) «تشعره بأن مردوده في العمل يبدأ في التقلّص فلا يعود قادرا على أداء مهامه وأدواره على الوجه الأمثل. وهذا الشعور كاف لجعله يعايش حالة توتر نفسي إلى ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة وما تتميز به هذه الفترة من كثرة مناسبات الأفراح وتفاقم الضجيج تفرض على التونسي النوم في ساعات متأخرة وتخلق له حالة اضطراب وتظهر عليه علامات الخمول وعلامات الإعياء وهي علامات تجعله يردّ الفعل بسرعة وتشنّج أعصابه لأبسط الأمور». **عوامل أخرى من جهة أخرى يؤكد الدكتور ع. ب. أن نظام العمل بالحصة الواحدة وتغير نسق حياة التونسي في هذا الفصل اضافة الى معايشته يوميا للاكتظاظ في مختلف وسائل النقل يشعره بأنه يعيش وسط فضاء محدق وهذا الفضاء المحدود يشعره بدوره بالاختناق. وثمة عوامل نفسية أخرى إذ يعتبر أن الفصل من الفصول التي تبرز فيها أمراض المزاج، إذ يشعر البعض بأنهم متوترو الأعصاب. أمراض المزاج هذه تعتبر أمراض نفسية ليست لها أسباب واضحة ويبدوأن للجانب الوراثي دورا كبيرا فيها، لذلك وجب تخصيص جانب للراحة لتجنب إرهاق بدني، والسعي إلى النوم فترة كافية وعدم الإفراط في السهر كل ذلك من أجل خلق ظروف ملائمة تبعدنا عن التوتر.