مع ارتفاع درجة الحرارة ترتفع الأصوات المنبعثة من مضخمات الصوت ومناسبات الأفراح اثر نهاية شهر الصيام ومنبهات السيارات وتكثر ظاهرة الضجيج التي تحوّل حياة الأهالي وسط المدن الى ما يشبه الجحيم. يجمع الأهالي وسط المدن على ان مصادر الضجيج تتضاعف في هذه الفترة التي تكثر فيها مناسبات الافراح والأعراس والاحتفال بالنجاح وجراء الاستعمال المفرط للآلات المنبهة للسيارات والدراجات النارية و عن مضار الآثار السلبية التي يسببها الضجيج. قال الأخصائي النفسي الدكتور وحيد قوبعة: «ان التعرض للضجيج المنبعث من منبهات السيارات ومضخمات حفلات الافراح والاحتفالات الخاصة وجراء التخاصم والتشاجر وأعمال العنف والاستعمال المفرط لمنبهات الصوت دون موجب في بعض الأحيان ودون احترام للآخرين تخلف مضارا نفسية تختلف حدتها من شخص الى آخر.
فكثرة الضجيج تتسبب في توتر الاعصاب وتعكّر المزاج وتحدث اضطرابات في النوم». وأضاف: «مع مرور الايام وكثرة مصادر الضجيج قد يصبح الانسان شديد التشنّج وتتوتّر علاقته بالمحيط الذي يعيش فيه وبزملائه وسط العمل وحتى في الشارع قد يتغيّر سلوكه ويقل تركيزه في المؤسسة او الإدارة التي يعمل فيها».
بدوره يكشف الدكتور عبد الرزاق يحيى بأن الضجيج يساهم في اصابة المواطن بالتعب والارهاق والأرق والتوتر ويقلل مردوديته وسط العمل. ويضيف: «للأسف البعض لا يسعى الى احترام قانون إقامة الحفلات ولا يحترم جيرانه ويعمد الى الاحتفال على حساب راحة الآخرين وصحتهم وبإمكان ظاهرة الضجيج ان تخلّف للمواطن قصورا وظيفيا على مستوى السمع».
ويقول: «من المهم ونحن في أواخر فصل الصيف تجنب التعرض لمصادر الضوضاء والضجيج وتفادي مضارها». ورغم حرص الجهات المسؤولة على المراقبة لمنع كل مصادر الضجيج ومقاومتها وحث أصحاب الحفلات على احترام القانون فإن معالجة هذه الظاهرة لا تتوقف بالردع والعقاب وإقرار المخالفة لوحدها بل أيضا بمدى تجذّر الوعي لدى المواطن وحرصه على عدم إلحاق الأذى بغيره وأن يفرح ويقيم المناسبات في إطار الاحترام.
الناموس ايضا
من المنغصات التي تعكّر مزاج التونسي وتزيد من شعوره بالتعصب والارهاق وتفرض عليه السهر لساعات متقدمة من الليل إضافة الى ضجيج منبهات السيارات ومضخمات الصوت لسعات البعوض «الناموس» التي لا ترحم، فالعديد من المواطنين تذمّروا من كثرة «الناموس» (خاصة وسط العاصمة) واستاؤوا بسبب استهتار الجهات المسؤولة وعدم حرصها على حل مشكلة الناموس وتغافلها عن مداواته خلال الفترة السابقة جعلته يتكاثر بصفة كبيرة وزادت من تأزم وضعهم وتعكّر مزاجهم، وأفسدت عليهم عطلة الصيف ولكن الحكومة لا تبالي..