إعداد الأستاذ: الطاهر الغربي (أخصائي في علوم التغذية) عرف الإنسان قيمة السمك الغذائية منذ وجد على سطح الكرة الأرضية، وكان صيد الأسماك أول الأسباب التي عاناها للحصول على غذائه، وعرف أيضا كيف يحتفظ بالأسماك، سواء بطريق التجفيف أو التدخين، كما تفعل القبائل البدائية حتى اليوم، وهناك كثير من الشعوب يعيشون على سواحل البحار وشواطئ الأنهر الكبرى في أوروبا وآسيا وغيرهما يعتمدون في غذائهم على السّمك. السّمك في عرف العرب وعرف العرب السمك منذ الماضي البعيد، ولا سيما سكان المناطق الساحلية، وقد ورد ذكر السمك في الآثار العربية القديمة، وذكر في القرآن الكريم باسم «الحوت» وورد في حديث نبوي: «أحلّت لنا ميْتتان ودمان»: السّمك والجراد والكبد والطّحال» وتحدث الأطباء العرب عن السمك طويلا فقالوا ما خلاصته: أصناف السمك كثيرة وأجوده: ما لذّ طعمه، وطاب ريحه، وتوسط مقداره وكان رقيق القشر، ولم يكن صلب اللّحم ولا يابسه. والسمك البحري: فاضل، محمود، لطيف، والطري منه بارد رطب. السّمك وأنواعه الموجودة بالقطر التونسي ذكر مؤلف كتاب «العادات والتقاليد التونسية» السيد محمد بن عثمان الحشايشي (1853/1914)، أنه «يوجد عندنا سائر السمك البحري على عدة أصناف كثيرة منها: البوري والقاروص والشلبة والتّينجي المنسوب لمقطع تينجة ببحيرة جبل الاشكل من بنزرت، والتريلية والفكرون البحري والمداس والجُرَاف، والتنّ الكبير المسمّى بالعنبر في اللغة العربية وغير ذلك مما لا نعرف له أسماء وألذّ هذه الأنواع هو لحم الجُراف والتنّ، وقد اختصّ بالجراف بحر بنزرت المسمّى بالمزّونة، كما اختصّ بحر المنستير وسيدي داود بالتن والتينجي بحيرة إشكل وبقية الأنواع توجد في سائر محلات القطر، ويوجد نوع من العوة ظريف الجرم يسمّى بالصبارص ببحر صفاقس وبغيره من بحور القطر، لكن أحسن نوعه ما يوجد ببحر صفاقس. ويذكر الأستاذ عثمان الكعاك في كتابه «التقاليد والعادات التونسية» قائلا: «وبعض الجهات تأكل الأسماك في الأكثر وهي الوجهان البحريان الشمالي والشرقي». القيمة الغذائية والصحية للسّمك إنّ السمك يتمتع بالقيمة الغذائية التي يتمتع بها اللحم مع ميزة عليها هو أن بروتيناته أسهل هضما من بروتينات اللحوم الأخرى بشرط أن يكون طازجا. والسّمك يحتوي معدل 20٪ من البروتينات وهو غني بالكالسيوم والفوسفور واليود والمنغنيزيوم.. ويحتوي السمك على فيتامينات «أ» و«ب» و«د» التي تثبت الكالسيوم الموجود في لحم السمك. وتحتوي الأسماك الدّسمة على دهنيات غنية بالحوامض الدهنية الأساسية منها «الأوميڤا 3» الهامة في تكوين الخلايا العصبية. إن أهمية السمك كغذاء تكمن في حسن اختياره من حيث نوعه ومن حيث حالته، ولكل نوع من أنواع السمك مزايا وخصائص وفوائد.