لم يكن الحفل الموسيقي الذي أحياه الفنان الملتزم عادل سلطان في اطار ليالي رمضان بمدينة قصر هلال مساء يوم السبت الماضي حفلا عاديا وكان اقرب الى لمة عائلية رائعة في سهرة رمضانية أضاء سماءها نجم الأغنية التونسية الملتزمة وأحكم هندستها أعضاء هيئة التنظيم الذين خصوا العائلات الحاضرة بالمشروبات والحلويات. ففي هذه السهرة استطاع عادل سلطان أن يشد اليه الجمهور الحاضر من خلال جملة الأغاني التي أداها باحساس مرهف وشعور فياض كما أكد مواصلة انتهاجه لنمط موسيقي معين بعد أن آمن بمعاناة الشعوب العربية وقضاياها.. عادل غنى أنا عربي وفي سنة الحبيب والعصفور العاشق وغن يا عود واللهم يا إلهي واكتب لي الحجة وموش الدنيا الكل فلوس والسفساري وغيرها من الأغاني الأخرى فكان غناؤه شدوا فيه متعة وسحر وكانت في كلمات أغانيه معان وعبر.. عادل راوح خلال عرضه بين الأغاني الدينية والاجتماعية فغنى عن فلسطين والعراق وتغنى بتونس.. دعا الى المحبة والتسامح وندد بالأنانية والغطرسة.. نادى بالفرح الدائم وحرك في الحاضرين أحاسيس الشوق لزيارة بيت الله الحرام وقبر الحبيب (ص).. كلماته لم تكن كالكلمات.. بدت منتقاة وبطريقة ذكية ساهمت في انتشاء الجمهور وسحرته فمرت الساعات كأنها دقائق..تسلطن خلالها عادل فغنى واطرب واشبع الروح بالقيم النبيلة وفي كلمة ودون مجاملة كان العرض رائعا حتى أن بعض الجماهير عبرت عن سعادتها بحضوره واكتشفت خلاله فنانا ملتزما من المفروض أن يحوز مكانة اكبر في الساحة الغنائية التونسية. ابن الوز.. رافق الطفل صفوان سلطان والده عادل في الحفل الذي أحياه بفضاء الموزاييك فعزف على آلة العود وأكد انه يتبع خطى والده وان مستقبلا فنيا مشرقا ينتظره. مؤمن بالقضية قبل صعوده على الركح التقت «الشروق» الفنان عادل سلطان وطلبت رأيه في ما حصل مؤخرا من قبل بعض الفنانين الذين غنوا في اسرائيل فأجاب بصراحته المعهودة وقال انه يرفض كل أشكال التطبيع وان القضية الفلسطينية هي قضية تونس وكل الدول العربية وما على وزارة الثقافة الا التحري مع ما وصفهم بفناني الصدفة واتخاذ الاجراءات اللازمة معهم كما دعا الى ضرورة الاكثار من انتاج الأغاني الهادفة الملتزمة والمعبرة عن عذابات الشعب الفلسطيني وهو اضعف الايمان لجبر الضرر والتكفير عما ارتكبه البعض في حق الفنانين التونسيين والشعوب العربية.