... بمجرّد أن علم باعة السمك بالسوق البلدي برادس بحلول فريق من المراقبة الصحية بالمكان، شرع كل منهم في نثر الثلوج على الأسماك المعروضة للبيع... إذ يعلمون جيدا أن عرض السمك للبيع دون تغطئته بالثلج مخالفة صحية تعرّض البائع للعقاب. «الثلج مُكلف... والحرارة مرتفعة... وتلزمنا كميات كبرى يوميا، وهو ما يجعلنا نقتصد في وضع الثلج على السمك». يقول أحد الباعة متحدثا الى فريق المراقبة الصحية التابع لادارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط لدى زيارته التفقدية صباح أمس الى السوق المذكورة في اطار حملات المراقبة المكثفة على أسواق رمضان. وقد تركّزت أعمال حملة أمس بسوق رادس، والتي حضرتها «الشروق»، على مراقبة المواد الحسّاسة وسريعة التعفن بسبب ارتفاع الحرارة وعادة ما يتضاعف الاقبال عليها في رمضان مثل اللحوم والدواجن ومشتقاتها ومشتقات الحليب والأسماك. تبريد طوال جولة المراقبة داخل السوق، كانت الأولوية في عمل فريق الرقابة للتثبّت من حسن اشتغال تجهيزات التبريد لدى «الجزارة» وباعة الدواجن ومن حضور الثلج فوق الأسماك المعروضة للبيع.. «التبريد الجيد والمكثف ضروري لمثل هذه المواد خاصة في مثل هذا الطقس الحار.. وأقل اخلال يمكن أن يتسبب في تسمّم خطير عند تناول هذه المواد» توضح السيدة وسيلة قزارة (بيطرية بوزارة الصحة وتابعة لفريق المراقبة المذكور). وقد بدا واضحا أن أغلب محلات الجزارة وباعة الدواجن واعون بالأمر حيث أن كل المحلات مجهزة بثلاجات خاصة باللحوم وتشتغل بشكل عادي خاصة أنه ليس من مصلحة البائع عرض بضاعة خارج الثلاجة إذ ستصاب بالفساد وتسبب له خسارة.. غير أن فريق المراقبة لاحظ إخلالات على مستوى التبريد مثل عدم توفر الغلق المحكم لأبواب ثلاجة أحد باعة الدواجن أو استغلال أحد الجزارة الثلاجة لحفظ مواد مستعملة في صيانة آلة «فرم» اللحم.. وهو ما تطلب تحرير تنابيه ضد المخالفين.. فيما وقع التنبيه أيضا على أغلب باعة السمك قصد استعمال الثلج فوق السلع المعروضة. نظافة تركزت أعمال فريق المراقبة من ناحية أخرى على معاينة مدى نظافة المحل ونظافة التجهيزات المستعملة فيه.. وتمّت خلال هذه الزيارة معاينة بعض الاخلالات مثل تواجد حشرات «الكافار» و«الذباب» داخل بعض محلات الجزارة والدواجن.. ورغم تأكيد أصحابها على سعيهم المتواصل لمكافحة هذه الحشرات إلا أن أعوان المراقبة أصرّوا على التنبيه على المعنيين بضرورة بذل مجهودات إضافية للحدّ من ذلك ووقع تضمين ذلك ضمن الانذارات المحررة والموجهة إليهم.. وفي هذا الاطار تقول السيدة مريم الجدي (تقني أول بوزارة الصحة وتابعة لفريق المراقبة المذكور) أنه «رغم المجهودات المبذولة في السنوات الاخيرة من قبل عدة أصحاب محلات للعناية بالنظافة الا أن البعض مازالوا للأسف غير مستجيبين للشروط الصحية وللدعوات المتكررة لفرق المراقبة حتى يصلحوا الاخلالات الصحية في محلاتهم وهو ما يستدعي تشديد العقوبات ضدهم» لباس بدت مناديل العمل التي يرتديها بعض العاملين في محلات اللحوم والدواجن والسمك بسوق رادس فاقدة للونها الاصلي (الابيض) بعد ان كستها ألوان أخرى مختلطة (بحكم الاحتكاك المتواصل باللحوم والدم)... ووجه فريق المراقبة عدة انذارات في هذا المجال داعيا الى ضرورة تغيير لباس العمل كل يومين على الاكثر حتى لا يتحول الى مصدر تعفن للحوم والاسماك وعلى صعيد آخر سأل أعوان المراقبة عن التحاليل الطبية الاجبارية... وكشف المراقبون أيضا داخل بعض المحلات عن اخلالات فيما يتعلق بالمكان المخصص لتغيير الملابس والأحذية حيث اتضح ان بعض الملابس معلقة الى جانب اللحوم! وأن حذاء أحد العاملين بمحل دواجن موضوع داخل صندوق مخصص لنقل الدجاج! صلوحية ركّز فريق المراقبة جانبا من عمله على التثبت الجيد من احترام مادة الصالامي المعروضة بمحلات الدواجن للأجل المحدد للاستهلاك خاصة انها مادة سريعة التعفن... كما تم التأكيد على ضرورة الفصل بينها وبين لحوم الدواجن... وفي أحد محلات «الجزارة تمت معاينة مخالفة عرض اللحم المفروم للبيع داخل الثلاجة والحال ان ذلك ممنوع لأن عملية «الفرم» يجب ان تتم أمام الحريف... وقد حاول الجزّار ايجاد عذر لذلك بالقول إنه سيستعمل تلك الكمية لصنع «المرڤاز» غير ان ذلك لم يحمه من انذار حرره ضده أعوان المراقبة. وللإشارة فإن كل من وقع توجيه انذار اليه مطالب بتسوية الوضعية في ظرف أسبوع او 10 أيام والا يقع اتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضده. لكن ما يبعث على بعض الارتياح في أسواقنا هو هذا الوعي الكبير سواء لدى الباعة أو لدى المواطنين بأهمية احترام شروط السلامة الصحية للمنتوجات وهو ما يحدّ حتما من عدد المخالفين ومن المخالفات في هذا المجال ويؤكد ايضا ان عمل المراقبة الصحية المكثف في السنوات الاخيرة بدأ يعطي أكله سواء عبر الردع أو عبر التحسيس.