أقامه الأمير الأغلبي ابراهيم الأكبر في مكانه الحالي ويبدو أنه كان في بدايته متواضع البناء وجاء من بعده الأمير زيادة الله فأمر بإعادة بنائه وطلب من أحد خدمه بتوسيع نطاق الحصن الأول فشيده على طابقين اثنين واحد سفلي وآخر علوي وأقام به ثلاثين غرفة خصصت لسكن المرابطين بالإضافة إلى حمام ومجموعة من المراحيض. وقد حرص مشيده على بناء مسجد جامع بالطابق العلوي من الرباط لتمكين المقيمين بهذا المعلم التاريخي من أداء الصلوات بما فيها صلاة الجمعة على عين المكان وتؤكد مصادر تاريخية أن العديد من سكان سوسة كانوا يأتون لأداء صلاة الجمعة وصلاتي عيد الفطر وعيد الاضحى بمسجد جامع الرباط. وقد اشتمل المسجد الجامع بقصر الرباط على عدة أقواس متماسكة العقود واعتبر أول مسجد بني بمدينة سوسة وقبل مسجد فتاته والجامع الكبير. وجعل زيادة الله الأغلبي ماجلا كبيرا بالطابق الأسفل للرباط لجمع مياه الأمطار لاستعمالها في الشراب والغسيل وقد يكون والده الأمير ابراهيم الأكبر أنشأ هو الآخر ماجلا صغيرا ثم قام ابنه زيادة بتوسعته أو إنشائه من جديد وقد يكون رباط سوسة أنشئ بعد أقل من 10 سنوات من بناء قصر الرباط بالمنستير الذي أسس سنة 180ه الموافق لسنة 796ميلاديا إلا أنه بني في شكله الحالي في أوائل القرن الثالث للهجرة.