في ظرف زمني وجيز إستطاع موسى بن نصير أن يصفّي جيوب المقاومة البيزنطية التي هدّدت كل محاولات بسط النفوذ العربي الإسلامي في أفريقية وإستطاع أن يفرض إحترام الدولة وبذلك ألقى ما تبقّى من البيزنطيين السلاح ورضوا بوضعهم الجديد الذي فرضته قوّة السّلطة الناشئة في إفريقية التي أسّس لها موسى بن نصير بعد محاولات متعثّرة لمن سبقه . هذا النصر الذي حقّقه موسى بن نصير أشعره بكثير من النّخوة والاعتزاز فكتب الى والي مصر عبد العزيز بن مروان يبشّره بما حقّقه من نصر وبما وصلت إليه السّلطة من هيبة فأرسل عبد العزيز بدوره الرسالة الى عبد الملك في دمشق وأضاف «أمّا بعد فإنّي كنت وأنت يا أمير المؤمنين في موسى وحسّان كالمتراهنين، أرسلا فرسيهما الى غايتهما فأتيا معا،وقد مدّت الغاية لأحدهما، ولك عنده مزيد إن شاء اللّه، وقد جاءني يا أمير المؤمنين كتاب من موسى،وقد وجّهته إليك لتقرأه وتحمد اللّه عليه السّلام». ولم يتأخّر ردّ عبد الملك بن مروان على رسالة أخيه فكتب له مع رسول لتسّلم هدايا موسى بن نصير الذي كان يبحث عن فرصة لإرضاء أمير المؤمنين لنسيان ما أتّهم به من تقصير في البصرة والعقوبات المالية التي سلّطت عليه فموسى بن نصير لم ينس ما حدث له مع أمير المؤمنين لولا تدّخّل صديقه عبد العزيز لذلك كان سعيدا بما حقّقه من نجاح في إفريقية كما أراد من خلال الهدايا الكثيرة والأموال التي أرسلها الى دمشق إقناع أمير المؤمنين بأنّه يستطيع مواصلة الفتح الى حين استكمال كامل أفريقية وخاصة حدود المغرب . وبعد استكمال فتح محيط القيروان دخل الجزائر وأخضع قبائلها البربرية مثل زناتة وهوّارة.