وصل مغيث الرومي إلى موسى بن نصير في ظرف كان يتهيأ فيه إلى إتمام أخر مرحلة من الفتح قبل العودة إلى دمشق مرورا بالقيروان. وصل مغيث إلى موسى وإلتقاه في سرقسطة وكان في طريقه إلى الشمال الغربي لاستكمال الفتح واستقبل موسى رسول الوليد بامتعاض وتؤكّد بعض الروايات التاريخية أنّه حاول التأثير على مغيث لاقناعه بالبقاء معه إلى حين إستكمال الفتح وعرض عليه نصف حصّته من الغنائم كما عرض عليه منحه دار الإمارة في قرطبة التي عرفت فيما بعد ببلاط مغيث. وافق مغيث على عرضي موسى ورافقه إلى جليقية وعندما شعر الوليد بتأخّر موسى ومغيث أرسل مبعوثا ثانيا هو أبو نصر ليعود بموسى إلى دمشق مهما كان الثّمن ووصل أبونصر عندما كان موسى في منطقة تسمّى Lugo ولم يبق أمام موسى أي خيار إلاّ العودة إلى دمشق استجابة لإلحاح أمير المؤمنين. وفي طريقه إلى طليطلة إلتقى بطارق بن زياد القادم من منطقة أراغون وسارا إلى طليطلة التي كانت مركز الحكم أنذاك وشجّع موسى بن نصير الجنود على الإستقرار في المدن والقرى التي إرتفعت فيها راية الإسلام. واختار موسى بن نصير مدينة إشبيلية عاصمة لبلاد الأندلس وعيّن ابنه عبدالعزيز واليا وحفيد عقبة بن نافع حبيب بن أبي عبيدة الفهري مساعدا له ويعود اختيار إشبيلية عاصمة لولاية الأندلس الجديدة لموقعها القريب من مضيق جبل طارق وبالتالي ولاية إفريقية. غادر موسى بن نصير وطارق بن زياد ومعهما المبعوثان مغيث الرومي وأبونصر في ذي الحجّة من سنة 95 هجري-714م.