عندما يشير البعض تلميحا دائما الى علاقة الترجي بمهاجمه مايكل انرامو ويؤكدون أن هذا اللاعب أصبح خارج السيطرة في حديقة حسان بالخوجة. كنت دائما أقول إن المسألة يرافقها الكثير من التهويل لأنه لا يمكن أن يصدق عاقل كل ما يقال عن تسيب هذا اللاعب.. وعندما تأخر في العودة كلما يتحول الى نيجيريا كان دائما يغطى ذلك بالعودة السريعة الى مستواه المعروف ونجاعته المعهودة وعندما يقال إن هذا اللاعب أصبح يهدد الترجي بالاحالة على الهواية لأن ما يأتيه قد يؤثر سلبا على زملائه كنت دائما أقول إن هذا الكلام لا يصدق لأن الترجي قلعة كروية وأخلاقية والأكيد أن انجازاته لا يمكن أن تصدر عن فريق ينفلت منه مقود القيادة بهذه السهولة.. لكن ما حصل أول أمس يؤكد أن مسؤولي الترجي لم يقصروا في عدم تأديب هذا اللاعب فقط بل إنهم كانوا بارعين في التكتم على سلوكه المخجل لأن من يأتي فعلا مثل ذلك أمام كل الجمهور الرياضي بامكانه أن يرتكب أي حماقة بعيدا عن الأنظار والحقيقة أن المؤلم فعلا ليس سلوك مايكل الذي كان «مرمضن» على ما يبدو وإنما ردة فعل ماهر الكنزاري والمقصود هنا بردّة الفعل ليست تلك الآنية التي استغرقت لحظات معدودة أي لحظة احتجاج مايكل لأن ردّة فعل الكنزاري في تلك اللحظة كانت طبيعية وتدل أنه يحمل صفات المربي الهادئ الرصين وكان تحت مفعول الصدمة .. ولكن ردة فعله بعد نهاية اللقاء والتصريح الذي أدلى به عند اعلان الحكم عن نهاية المقابلة «لقناة 21» عندما أكد أن تصرف مايكل عادي ومفهوم وهي أشياء تقع دائما في كل الفرق.. عندها ضربت كفا بكف وعلمت أن واقع كرة القدم التونسية أصبح مخيفا والأكيد أن هذه الصورة سبقها الكثير من الصور وخاصة اعتداء أخ هذا اللاعب ومرافقه ذات لقاء في ملعب رادس على جماهير الترجي.. بقي أن نشير أننا قد نجد أعذارا للكنزاري بحكم حداثة عهده بالتدريب لكن من الصعب أن نفعل ذلك مع البنزرتي المتمرس والذي غاب تماما عن المشهد الذي رافق احتجاج مايكل على الكنزاري بعد أن لازم الصمت والبنك ولم نره إلا في الاحتجاج على الحكام.