يقال لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر، وأنا أقول لا تنفع المليارات في غياب الحكمة والتجربة وخاصة قوة الشخصية، ان ما جرنا للخوض في مثل هذه المسائل ما يحدث في الترجي الرياضي منذ فترة وبالتحديد منذ تولي السيد حمدي المؤدب رئاسته. ففي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع بأن مشاكل الترجي والانقسامات والانشقاقات المتواجدة بداخله ستزول بمجيء احد ابناء الفريق المخلصين، ازدادت الامور تعقيدا واستفحالا!!! اما النتائج فهي تغني عن كل التعاليق بما ان الترجي اصبح يودع سباق البطولة منذ الاشهر الاولى للسنة، لينتهي الفارق بينه وبين المتراهنين التقليديين على هذا اللقب الى اكثر من 15 نقطة!!! انه لمن المؤسف ان نرى شيخ الاندية يتخبط في العديد من المشاكل الداخلية التي تعيقه عن الظهور بالوجه الذي تنتظره جماهيره الوفية والتي فاق عدد منخرطيها ال 10 الاف، وهذا يعد رقما قياسيا في الكرة التونسية ولكن بالتوازي مع هذا الاقبال الجماهيري الذي لم يعرفه الترجي من قبل، تراجعت النتائج وتراجع المردود الفني الى درجة مذهلة حتى اصبح الترجي ينهزم امام فرق تعد ميزانيتها عُشر ميزانية فريق باب سويقة، اذن لابد ان تكون هناك اسبابا ومسببات لهذا الانهيار الميداني الذي لو تواصل فانه سيكون سببا رئيسيا في هجر الملاعب من الشرفاء من جماهير الترجي، قلت شرفاء لأن شقا اخر من هذه الجماهير اصبح يشتغل بمقابل بعد ان مُنحت له عديد الصلوحيات التي تخول له حتى الاعتداءات اللفظية على المسؤولين السابقين وحتى الحاليين ممن عبروا عن عدم رضاهم على بعض المسائل الغريبة في الفريق. ان فريقا في حجم الترجي الذي سيحتفل بمرور 90 سنة على بعثه للوجود ليس في حاجة الى بعض المرتزقة حتى نرى احدهم وهو «خريج سجون» يعتلي منصة التتويج صحبة مسؤولي ولاعبي الترجي وينال ميدالية بمناسبة فوز الترجي بكأس سيادة الرئيس الجمهورية امام النجم الساحلي!!! هذا هو مشكل الترجي، من يوقف هذه المهازل التي لم نرها ولم نعشها من قبل والتي ستبقى وصمة عار على جبين مسؤوليه؟؟؟!!! من قادر على وضع حد لمثل هذه التجاوزات والخلافات القائمة بين السيدين عامر البحري وزبير بوغنية، من يتغيب فترة طويلة نسبيا عن تمارين الفريق لا يمكنه حل المشاكل اليومية بين المدرب الاول كبرال ومساعده ماهر الكنزاري، من يُوكل مهمة التحادث عن الانتدابات ويشرك بعض الاصدقاء المقربين من غير هيئة الترجي في اخذ القرارات الهامة، لا يمكنه ان يحصل على نتائج ايجابية. فحتى انتداب مجموعة من لاعبي منتخب الاصاغر لا يمكنه ان يندرج الا في خانة ذرّ الرماد على العيون، صحيح ان انتداب العياري والمساكني والتليلي سيكون له الصدى الطيب على الفريق، ولكن ليس قبل سنة 2010 او 2011، لان لا احد منهم له القدرة على تقديم الاضافة لفريق اكابر الترجي في الوقت الحالي، واذا اخذنا في الاعتبار المبالغ الخيالية التي خصصها الترجي لانتداب هؤلاء الشبان مقارنة بعقود بعض شبان الترجي الذين وقع ادماجهم ضمن فريق الاكابر والذين هم كذلك ينتمون لفريقنا الوطني للأواسط، لا يمكننا الا ان نقف مذهولين امام الفوارق التي تضمنتها هذه العقود!!! نفس الشيء للاعبي الترجي الذين يعدون ركيزة الفريق ولو ان هذه الركيزة لم يبق منه الا مايكل انرامو اما البقية فهم لاعبون عاديون جدا (!). ان مثل هذه المشاكل الناتجة عن قلة الخبرة هي التي تعيق الترجي الرياضي على مواصلة هيمنته على الكرة التونسية وهنا نسأل من يرسم الخطوط العريضة للترجي؟ ومن يعد الهيكلة؟ ومن يحدد اهدافه؟ ومن يخطط لمستقبله؟ لا احد «كل شيء ماشي بقداير ربي»، أين لجنة الانتدابات التي وقع بعثها بأمر من حمدي المؤدب والتي لم تجتمع ولو مرة واحدة بعد ذهاب طارق ذياب، رغم ان رئيس الترجي قال في شأنها بأنها ستواصل عملها حتى في صورة خروج حمدي المؤدب نفسه عن حضيرة الترجي! مع العلم ان هذه اللجنة ساهمت بشكل فعال في حصول الترجي على كأس سيادة رئيس الجمهورية من خلال تواجد اعضائها في التمارين وبالنزل الذي أقام فيه الترجي اسبوعا كاملا قبل المباراة وكان ذلك من خلال التحادث مع اللاعبين والشحذ عزائمهم والرفع من معنوياتهم لان النجم الساحلي كان على الورق أقوى بكثير من الترجي الذي استطاع كسب الرهان بفضل تضافر مجهودات ابناءه الاوفياء. اي مصير لهذه اللجنة التي يعود لها الفضل في تشريك المغربي بوشروان في الدور النهائي؟ اي مصير لهذه اللجنة التي شجعت على انتداب الايفواري كونان ولاعب الاتحاد المنستيري طارق عاشور والغربي الزكرومي الذي عدل الترجي عن انتدابه لاسباب غير فنية بعد ان تم تعويضه بمدافع اخر رغم معارضة كابرال لهذا الانتداب الذي يبدو «اعتباطيا» (!). فحتى ليو امبيلي تم انتدابه بطلب من لجنة الانتدابات وهذا محرر في محضر جلسة بتاريخ 3 جوان 2008 (؟). يحدث هذا رغم «التشليك» الذي عانت منه هذه اللجنة فلا مكتب ولا أجهزة ولا مواعيد مضبوطة ولا شيء يوحي بمواصلة عملها رغم الظروف القاسية التي عملت فيها. وبالفعل وعوض ان يشكر حمدي المؤدب اعضاء هذه اللجنة للمجهودات التي بذلوها على امتداد 4 اشهر، قرر هذا الاخير حلها لأسباب واهية وغير مقنعة بالمرة قد نعود لتفاصيلها في الاسابيع المقبلة والتي هي بالاساس نتيجة ضغط متواصل على رئيس الترجي من طرف اشخاص لا يحبون الخير للترجي ولا لرئيسه وقد بدا هذا منذ ان وقع بعث هذه اللجنة التي تضم بالخصوص طارق ذياب وبوشوشة والوبنطيني ومشوش وسمير شمام الذي ذهب للبحرين. وعلى حد تعبير رئيس الترجي فانه يبدو على علم بكل من يريدون الاساءة للترجي وانه على بيّنة من كل ما يدور حوله ومع هذا يصرّ على مواصلة دعم احد هؤلاء النبارة براتب يتجاوز ال 5 الاف دينار شهريا في المقابل قرر الاستغناء على المتطوعين من ابناء الفريق ربما تكون له أعذاره.