قبل 4 أشهر أجرينا مع الدكتور حامد كمون حوارا مطولا فوجدناه منهكا جدا ويفكر في عدة أشياء في آن واحد لكن هذه المرة علامات الارتياح كانت بادية على وجهه خاصة بعد تركيز الهيئة المديرة والقيام بعدة انتدابات قيمة وخاصة بعد ارضاء الجماهير. «الشروق» حاورت حامد كمون عن التغييرات الحاصلة في النادي وطموحات الفريق وعدة مواضيع في هذا الحوار. النجم الحالي بعيد كل البعد عن نجم الموسم الفارط على كل المستويات فما رأيك؟ الفترة السابقة كانت عبارة عن مرحلة انتقالية بعد قدوم هيئة جديدة في منتصف الموسم فليس من السهل تكوين ادارة جديدة والتعامل مع كل الاطراف المحيطة بالنادي في ظرف قصير. كذلك لم تكن لي فكرة معمقة عن الجوانب المادية للنادي... في البداية تعاملت منذ الاسبوع الثاني مع أصعب الوضعيات التي عرفها فريق أكابر كرة القدم حيث انسحب الاطار الفني قبل أيام من مباراة كأس تونس ووجدت رصيدا بشريا ثريا لكن النوعية لم تكن في المستوى المطلوب. اضافة الى كل هذا فإن الاجواء العامة كانت مشحونة في اخر فترات المدة النيابية للرئيس السابق معز ادريس والانسجام مفقود بين اللاعبين وهناك بعض اللاعبين رفعوا الراية البيضاء مبكرا والبعض الآخر تميز بعدم الانضباط وهناك عدد كبير منهم كانت امكاناتهم محدودة هذا الى جانب غياب الانسجام بين الجمهور والهيئة والفريق. لذلك صرحت وقتها أن الفريق لا يمكنه المراهنة على الألقاب والمطلوب منا العمل على تحسين كل الاوضاع فنيا واداريا وماليا. هناك من قال وقتها إن الدكتور كمون في «مهمة انتحارية» بالنظر الى الظروف المحيطة بالنادي؟ لا لم أنظر من هذه الزاوية للمسألة بصراحة لم أكن أفكر في رئاسة النادي لكن عندما طلب مني مسؤولون في أعلى مستوى تحمل المسؤولية تقبلت ذلك بكل فخر لأن فضل النجم على حامد كمون كبير فلبيت نداء الواجب دون حسابات وعملت حسب قناعاتي، بالنسبة إلي ان نال عملي استحسان الجميع ورأى كبار النادي أني قادر على مواصلة تسيير دواليب النادي فسأواصل وان كان العكس فسأغادر. الانسحاب من كأس الاتحاد الافريقي مكنكم من القيام بغربلة واسعة واعادة بناء الفريق فهل يصح القول بأن «رب» ضارة نافعة؟ هدفنا في بداية مرحلة اياب الموسم الفارط القيام بتغييرات ليصبح الفريق قادرا على المراهنة المحلية والقارية وكان كأس ال«كاف» من أهدافنا ولكن النكسة كانت كبرى لأننا انسحبنا منذ الدور الاول وأمام منافس متواضع ميزانيته لا تتعدى صفقة لاعب واحد في النجم فهدفنا كان بلوغ الادوار النهائية والقيام بالاصلاحات اللازمة في الفريق. لكن الانسحاب المبكر أفادكم أيضا من ناحية بناء الفريق وعدم المحافظة على بعض اللاعبين بحكم تواجدهم في القائمة الافريقية؟ نعم كنا سنجد صعوبات حيث سنجد أنفسنا مطالبين بالابقاء على عدة لاعبين والاعتماد على قائمة موسعة جدا لكنني أتأسف لعدم تواجدنا في المسابقات القارية. انتدابات من العيار الثقيل ورصيد بشري تجدد بنسبة تفوق 80%... كيف أصبح النجم الآن؟ اعتقد أننا قمنا بمجهود خارق للعادة في البداية يجب أن أشكر كل من عمل معي للقيام بهذه الانتدابات وقد انطلقنا منذ شهر فيفري في متابعة عدة لاعبين وانتداباتنا لم تكن عشوائية وقد جازفنا من الناحية المادية لأن التعاقد مع لاعبين ممتازين مكلف ويمكن أن يؤدي الى الوقوع في بعض الصعوبات المادية هذا الموسم... لكن الاستراتيجية التي رسمناها تحتم علينا بناء فريق قوي لانعاش الاجواء المحيطة بالفريق لأن الاحباء «صبروا علينا» في الموسم الفارط وتفهموا صعوبة المرحلة وهذه مناسبة لأشكرهم على ذلك رغم ان الاداء والنتائج لم تكن في المستوى لكن الجمهور ساند الفريق وساند الهيئة لذلك كان من واجبنا العمل على توفير مجموعة قادرة على المراهنة أيضا من الناحية المادية وجود فريق ممتاز سيمكننا من الظفر بعقود استشهار طيبة ويضمن للنادي عائدات مالية هامة جراء اللعب من أجل التتويج... وأعتقد أن الانتدابات قيمة جدا... لسنا نشكك في قيمة الانتدابات لكن اقدامكم على التعاقد مع هذا الكم الهائل من اللاعبين في وقت نجد فيه النجم يصرف أكثر من مليارين على الاصناف الشابة ولم نشاهد أي نتيجة لذلك فما رأيك؟ موضوع هام جدا هناك مجهود كبير قام به السيدان عثمان جنيح ومعز ادريس من حيث توفير البنية التحتية وتخصيص ميزانية للأصناف الشابة وانتداب فنيين للادارة الفنية من الخارج رغم تكلفتهم الباهضة من أجل تحقيق التمويل الذاتي لفريق الأكابر وقد أثمر ذلك بروز عدة لاعبين على غرار سيف غزال وكريم حقي وصابر بن فرج ورضوان الفالحي وأيمن عبد النور وياسين الشيخاوي والقائمة تطول لكن «صابة» الموسم الفارط لم تكن جيدة لذلك قمنا بوقفة تأمل فوجدنا عدة مؤشرات ايجابية وان شاء الله بعد تعيين مسؤولين في الاصناف الشابة والتعاقد مع منذر الكبير المشهود له بالكفاءة ستتغير الامور وسنجد لاعبين تكونوا في النجم ضمن الأكابر. دماء جديدة في الهيئة المديرة وخاصة تعيينك لعدة شبان على غرار زياد الجزيري وحسين جنيح؟ من عوامل النجاح هو الانسجام والعمل المتواصل... النجم عبارة عن شركة كبيرة لذلك لابد من وجود ادارة قوية ومتكاملة أنا فخور بتواجد أصحاب الخبرة مع الطموح لأن المسؤولية تتطلب التعويل على الشبان المتقدين حماسا وهؤلاء في مستوى معين... ففي كرة القدم أكابر تم تعيين 3 أسماء كل واحد له مهمته فهناك زياد الجزيري له خبرة ميدانية أكثر من الآخرين وحسين جنيح تنقصه الخبرة الميدانية لكن له دراية شاملة بالفريق وعنده رغبة في مديد المساعدة وشكري العميري له الخبرة في التسيير الاداري وهو ما يعني أن هناك تكاملا بينهم خاصة أنهم يتميزون بالانسجام في ما بينهم. حاليا أشعر براحة تامة بوجودهم في فريق الأكابر. هناك من قال ان التعيينات أرضت كبار النادي وأنت تعاملت بذكاء مع هذه المسألة؟ ليست لي طموحات أخرى بعد رئاسة النجم في الموسم الفارط تراجعت عن تعيين زبير بية لأنه قال كلاما غير لائق في حق رئيس سابق وأعترف أن زبير كان سيساعدني كثيرا وسيحمل معي أعباء كثيرة كذلك جلال كريفة كان قادراع على مساعدتي فتحملت المسؤولية لوحدي. أنا «كوارجي» لكني لست مغرورا ولست «الفاتق الناطق» لأعمل وحدي فأنا لست خبيرا في الامور المالية والقانونية.. أنا لم يفرض علي أي شيء فمثلا رفضت انتداب صابر بن فرج رغم المحاولات من بعض الرؤساء السابقين، أؤكد أن حامد كمون هو الذي اختار الهيئة لكني أيضا أتشاور مع أصحاب الخبرة ولا أحد فرض علي أي شيء. بصراحة هل هناك تداخل في الادوار في الهيئة وخاصة في فرع كرة القدم؟ اختياري على أعضاء الهيئة حددته 3 شروط وهي الدراية بالميدان وأن يحظى بثقة رئيس النادي والتفرغ للعمل لذلك من الصعب أن تجد 3 أشخاص تتوفر فيهم كل هذه الشروط لكن يبقى عامل التكامل في ما بينهم هام ومن الطبيعي أن تجد اختلافا في الاراء وممكن حصل سوء تفاهم في البداية لكن مع الوقت أصبح الانسجام يميز فرع كرة القدم. يبدو أن هدف النجم هذا الموسم اللعب من أجل التتويج بكل الألقاب؟ بطبيعة الحال وأمام القيام بهذه الانتدابات والتعاقد مع اطار فني رفيع المستوى فالمدرب الاول محمد فاخر له خبرة وكفاءة عالية ومساعداه أيضا اخترنا الافضل فحتى من الناحية المادية مكلفة جدا لأننا نريد اللعب من أجل الالقاب شخصيا أرى أن النجم يجب أن يكون أقوى من الاخرين بكثير لكسب الالقاب لأننا لا ننتظر أي هدية من أي منافس وكل المقابلات ستكون صعبة. ملف الامجد الشهودي عرف عدة تطورات لكن في الأخير تم حل المسألة وديا؟ هو عبارة عن مسلسل مكسيكي، حكاية ملف الشهودي تتمثل في أن اللاعب له بند تسريحي في عقده مع النادي البنزرتي. البداية كانت مع وكيل أعماله الذي اتصل بنا من أجل التعاقد مع مدرب و3 لاعبين لكن بعدها جاءت حكاية الشهودي، أنا ليست لي دراية بالقوانين ففوضت المسألة لنائب رئيس النادي المكلف بالشؤون القانونية رضا بن عثمان فأكد لي أنه بإمكاننا التعاقد معه بعدها تطورت المفاوضات مع وكيل أعمال اللاعب وقتها تعاقدنا مع الشهودي. أود أن أؤكد أني اتصلت برئيس النادي البنزرتي منذ شهر فيفري لانتداب لاعبين لكن لم تكن له رغبة كبرى وطالب بمبالغ مالية عالية ومن حقه الدفاع عن حقوق ناديه ولم نتفاوض معه من أجل انتداب الشهودي. بالنسبة الينا ما قمنا به تصرف قانوني والدليل أن لجنة النزاعات أقرت شرعية العقد ونفس القرار أيدته لجنة الاستئناف... لكن رغم ذلك من حق النادي البنزرتي الدفاع عن حقه. وأؤكد أن النجم لم يعدل عن المسار الرياضي ولم نمس من الاشخاص ولا من النوادي ورغم ذلك سعينا الى الابقاء على علاقاتنا مع النادي البنزرتي وعرضنا مبلغا ماليا اضافيا ولكننا لم نجد تجاوبا مع النادي ثم تدخلت عدة أطراف من بينها رئيس الجامعة مشكورا وتوصلنا الى حل صلحي أرضى كل الاطراف واعتبر أن ما قمنا به خطوة للحفاظ على الاجواء الطيبة والروح الرياضية كما أن اللاعب يستحق أن تكون صفقته أرفع ولننهي هذا المسلسل. قلت انكم تحترمون كل الاشخاص وتحرصون على الابقاء على علاقاتكم المتميزة مع الأندية فكيف تقول انك لا تتشرف بالتعامل مع رئيس شبيبة القيروان؟ لقد فوجئت بما نسب لي من أقوال فأنا لم أصرح بذلك فقد تحدثت عن بعض الملفات العالقة بين النجم والشبيبة ولم نتوصل الى أي حل رغم تدخل بعض الاطراف والحكاية توقفت عند هذا الحد فمن حق رئيس الشبيبة أن يدافع عن ناديه كما يرى وان اختلفنا فذلك لا يفسد للود قضية. أنا اتصلت برئيس الشبيبة وسعدت عندما قال لي «لا أصدق أنك تدلي بهذا التصريح» وقد تفهم كلامي... فأنا لا أسمح لنفسي بالمس بأي كان والنجم حريص على الابقاء على علاقاته مع أهل القيروان وتربطني بهم علاقة نسب فكيف أقول ذلك. لنتحدث عن المنتخب ماذا تقول عن هذه المرحلة؟ منذ سنة 1996 حقق المنتخب نتائج متميزة حيث لعبنا نهائي كأس افريقيا 96 ولعبنا كأس العالم في 3 مناسبات وفزنا بكأس افريقيا 2004 لكن الآن المنتخب يمر بفترة انتقالية ولكن ذلك لا يعني أننا أصبحنا نفرح بالانتصار على التشاد... المنتخب مطالب بتكوين فريق ولنا جيل قادر على كسب التحديات لكن شريطة توفير كل الظروف الملائمة لأننا مطالبون ببلوغ مونديال 2014 وأعتقد أننا نملك كل الامكانات للعودة الى حجمنا الطبيعي. لنبتعد عن الرياضة كيف تقبلت اشراكك في قلابس ميغالو؟ ما دامت في اطار هزلي بعيدا عن المس من كرامة الناس أقبل ذلك والى حد الآن اعتبرها مقبولة والقلابس «فرهدتنا» في رمضان. باب الصلح بينك وبين أحمد المغيربي مفتوح أم لا؟ «قلبي أبيض» لكن ما قام به أحمد المغيربي أساء للنادي وأنا ليست لي مشكلة مع أي طرف وان قام المغيربي باعتذار رسمي للنجم الساحلي فسأفتح باب الصلح لكن اذا لم يحدث ذلك فلن أغير موقفي.