توجه مقاول بناء لاقتناء خشب «مادري» من أحد الأسواق فوجد مجموعة من «المادريات» سرقت من حضيرة بناءتابعة له قبل أسبوعين. وكشفت التحقيقات عن أن حارس الحضيرة هو الذي استولى على 40 «مادرية» واعترف بذلك فصدرت في حقه يوم أول أمس بطاقة ايداع بالسجن. وتفيد محاضر باحث البداية، أن مقاول بناء بصدد القيام بأشغال بناء شقق وسط العاصمة وانتدب عددا من العملة من بينهم المظنون فيه الذي كان مثالا للتفاني في عمله والاجتهاد في تقديم كل ما لديه من جهد وبعد مدة طلب العامل من المقاول أن يعمل ليلا حارسا بحضيرة البناء بالتوازي مع عمله نهارا. فلم يمانع المقاول ومكّنه مما أراد. وجاء في الأبحاث المجراة، أنه بعد شهر من مباشرته لعمله كحارس للحضيرة وفي ساعة متأخرة من الليل، جلب شاحنة متوسطة الحجم وضع فوقها حوالي أربعين من خشب «المادري» وغادرت الشاحنة المكان. ومن الغد ، وعند زيارته الى الحضيرة تفطن الى افتقاده لأربعين «مادرية»، فاستفسر عنها الحارس، فأجابه بخلو ذهنه من الأمر، خاصة وأنه غاب عن الحراسة زمن الواقعة بسبب انشغاله بنقل قريب له الى المستشفى فتقدم المقاول بشكاية الى مركز الأمن. ولم يعر الامر اهتماما كبيرا وطلب من الحارس مواصلة العمل مع عدم الاشتغال بمسائل أخرى مستقبلا. وأفاد المقاول أنه بعد أسبوع من الواقعة، احتاج الى مجموعة من خشب «المادري» فتوجه الى أحد الأسواق وعند وقوفه أمام أحد المحلاّت شاهد مجموعة من «المادري» على حائط المحل فوجد عليها علامات خاصة بالمادري الذي يملكه وسرق منه قبل أسبوع. فتولى اعلام أعوان الأمن الذين عاينوا الخشب ووجدوه متطابقا مع ما ذكره المقاول في شكايته. فأمدهم التاجر بهوية من باعه المادري خاصة وأنه تسلم منه نسخة من بطاقة تعريفه حيث تبيّن أنه الحارس الذي يعمل لدى المقاول فتمّ ايقافه فاعترف بما نسب إليه. وتمت إحالته يوم أمس الأول على أنظار أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، فأصدر في حقه بطاقة ايداع بالسجن في انتظار استكمال التحقيقات معه حول ما نسب إليه.