قطعت هيئة القوافل واطارها الفني الجديد مع بعض العادات السلبية التي أثرت على النادي في الموسم الماضي والتي غالبا ما قادته إلى أزمات بلغت حد تمرد اللاعبين. لذلك رشدت الهيئة الانتدابات هذا الموسم وجعلتها حسب الحاجة ودونها أحيانا فكان صرف الأجور في وقتها وهو ما أقدمت عليه آخر هذا الأسبوع إضافة إلى فض الديون المتخلدة لكل من أعاد التجربة مع الفريق على غرار علي القلعي وشرف الدين بالحاج واغبونا كما جهزت المساكن منذ البداية وكلفت طباخا خاصا للغرض خلال شهر رمضان. كل هذه العوامل قد تجنب الفريق أزمات الموسم الماضي المادية ولكن هل تكون كافية لتحقيق المراد وتجنب أزمة النتائج وغصرات الموسمين الماضيين حيث صارع الفريق حتى الدقيقة الأخيرة من أجل البقاء خاصة في ظل التعويل على رصيد متوسط تنقصه البدائل في بعض المراكز وهو في حاجة للتدعيم. انضباط تام ما لاحظناه هو الانضباط التام لكل العناصر دون استثناء والحضور في الوقت وبالزي الموحد وفي الموعد المحدد وهي علامات تبشر بالنقلة النوعية في الاشراف وتعطي الصورة الطيبة للفريق ولكن هل يكون ذلك كافيا لنجاح المجموعة وتحقيق الغايات خاصة في ظل محدودية الاختيارات والرصيد المتواضع لتبقى الجولات القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات. حيرة في الدفاع مقارنة بالموسم الماضي شهدت تشكيلة القوافل هجرة جماعية ورحيل كامل عناصر الدفاع مع الحارس الأساسي وهو ما تطلب تعويضهم واستقدام آخرين لتبقى العلامة البارزة هي الحيرة التامة في الخط الخلفي الذي لاحت عليه الهشاشة (قبول 4 أهداف في جولتين) لذلك كثف بن بلقاسم الاتصالات لأجل الفوز بأجنبي قادر على تقديم الإضافة إلى جانب بالهامل وقد ناهزت الاختبارات الثلاثين أجنبي يتم الاحتفاظ بالمدافع أويارا لمزيد تجربته القنطاسي وحده لا يصنع الربيع في وسط الميدان ورغم تواجد عديد الأسماء إلا أن نزعتها الهجومية هي الطاغية على غرار لعبيدي، الجريدي، بالحاج ليبقى القنطاسي بمفرده يتميز بالنزعة الدفاعية رغم معاضدة مروان العقربي والذي لم يشتد عوده بعد لتبقى الحاجة ملحة لعنصر آخر إلى جانب القنطاسي الذي لا يصنع بمفرده ربيع النادي وهو ما يفسر المشاكل الدفاعية في اللقاءات الأخيرة. حلول عديدة في الهجوم يبقى الخط الأمامي للفريق من أحسن الخطوط وله من العناصر القادرة على إحداث الخطر في كل لحظة وبإمكانها التسجيل لكل الفرق وعناصر على غرار العمراني واغبونا والكرامتي والهنشيري وشكيب الاشخم مزودة بتمريرات لعبيدي الدقيقة وتوزيعات الأدب وضو أو النصائبي عوامل تجعل الحلول متوفرة وعديدة في هذا الخط وهو مصدر قوة الفريق. تنافس في حراسة المرمى بالنظر إلى مستوى الحراس المتواجدين على ذمة المدرب فرحات زروق وبعبورة والقلعي وكذلك العائد مبروك العكريمي يمكن القول أن المستوى متقارب لتبقى التجربة وحدها ترجح كفة القلعي ومع ذلك يبقى زروق في انتظاره عمل كبير نظرا لتذبذب مردود حراسه بالنظر إلى اللقاءات الودية الأخيرة وكذلك الرسمية حتى يخلق نوعا من الاطمئنان في هذا المركز. رهان لعبيدي والأشخم في المقابل راهن بن بلقاسم هذا الموسم في انتداباته على محمد لعبيدي في الوسط لما لهذا اللاعب من مخزون كروي ثري وتألقه في أغلب محطاته وأيضا رغبته في إعادة بريقه كما أن شاهية التهديف والرغبة في اقتلاع مكان في الخط الأمامي ميزت استعدادات شكيب الاشخم وهو الآخر راهن عليه بن بلقاسم خاصة أنه عرف معه أحلى الفترات والتي مكنته وقتها من التحول إلى الترجي الرياضي والالتحاق بالمنتخب فهل يصنع الثنائي العجب ويكسب بن بلقاسم الرهان؟.