انتقلت «عدوى» العداء للإسلام والمسلمين من نيويورك حيث تزداد حملات معارضي بناء مركز إسلامي قرب موقع هجمات 11 سبتمبر، الأمر الذي يطرح كما تقول صحيفة واشنطن بوست «تساؤلات عما إذا كانت المشاعر والاتجاهات العامة حيال المسلمين في الولاياتالمتحدة قد تغيرت». فإلى جانب الجدل الذي فجره قرار بناء مركز قرطبة الإسلامي في مانهاتن، تفجر جدل جديد ومعارضة قوية في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية بشأن خطط لإقامة مركز إسلامي ، حيث يوجد نحو 25 ألفا من سكانها من المسلمين. وقالت واشنطن بوست في تحقيق لها إن الجالية المسلمة في ناشفيل تؤدي صلاتها بهدوء منذ 30 عاما في عدد من الأماكن المؤقتة مثل غرفة بطابق أرضي أو مكتب أرضي ، ولم يلق ذلك انتباها يذكر حتى بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001. عداء غير مسبوق وأشارت الصحيفة إلى أن ردة الفعل جاءت قوية إزاء اقتراح زعماء الجالية المسلمة في ناشفيل هذا العام إقامة مركز إسلامي مساحته 52900 قدم مربع مزود بمدرسة وحمام سباحة ، حيث تجمع المعارضون في هذه المقاطعة احتجاجا على هذا الاقتراح وانضم إليهم المئات وحمل البعض لافتات من بينها ما يقول «ابقوا على تينيسي خالية من الإرهاب». ونقلت الصحيفة عن صالح سبيناتي وهو أستاذ في الهندسة المعمارية ويتولى الإشراف على البناء المزمع للمسجد قوله «لم نشهد مثل هذا المستوى غير المسبوق من العداء ولذلك فهو أمر جديد على الولاياتالمتحدة». وتحول مركز مورفريسبورو الإسلامي إلى قضية سياسية ساخنة خلال الانتخابات التمهيدية، التي تجري في هذا الشهر مما دفع المرشح الجمهوري رون رمزي إلى التساؤل عما إذا كان الإسلام «عبادة». ودفع مرشح آخر ثمن لوحة عالية فوق الطريق السريع رقم 24 بالقرب من ناشفيل تقول «الهزيمة للجهاد العالمي الآن». انقسام ومظاهرات وقد تظاهر أول أمس في نيويورك المئات من مؤيدي ومعارضي إقامة مركز إسلامي بالقرب من الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في هجمات سبتمبر 2001. وردد المعارضون شعارات ضد الإسلام، بينما كان غالبية المؤيدين من أنصار الحقوق المدنية، والذين رأوا في تصاعد الهجوم على مشروع بناء المركز توجهات عنصرية تستهدف إبعاد النظر عن القضايا الأهم التي تشغل المواطنين الأمريكيين، وقد رددوا شعار «لنقل لا للخوف العنصرى» وقامت الشرطة بفصل المجموعتين في مكان غير بعيد عن الموقع المقترح لبناء المركز الإسلامي المكون من 13 طابقا. وكان المعارضون يحملون لافتات كتبت عليها كلمة «شريعة» باستخدام حروف حمراء تبدو وكأنها تقطر دما.. وفي الجهة الأخرى من زاوية الشارع هتف مؤيدون (لا يعنينا ما يقوله المتعصبون.. الحرية الدينية باقية هنا إلى الأبد) وحفلت خطابات المعارضين بهجوم شرس على الدين الإسلامي واتهامه بدعم الإرهاب واضطهاده غير المسلمين. وأعلنوا أنهم بعد إعلان رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرغ تأييده لبناء المركز سيضغطون على نقابات عمال البناء لعدم بناء المركز. وقد فرقت الشرطة في إحدى الطرق الفرعية مجموعة تحمل رسوما تظهر الرجم والضرب والتعذيب حيث يعتبرون هذه ممارسات لمن يعتنقون الإسلام.