«اعتبر هذا الاصدار أهم المؤلفات التي تمثل تجربتي مع الابداع الأدبي وحتى تجربتي في الوجود ومن أحبّ كتبي إليّ، فهو يعاشرني لأكثر من عشرين سنة» هكذا قدّم الأستاذ محمد الدلاّل الجزء الثاني من قصته «الوهم والحقيقة» (في انتظار إصدار الجزء الثالث) وذلك من خلال لقاء نظمه مؤخرا فرع اتحاد الكتّاب بسوسة احتضنه المركّب الثقافي بسوسة. السيد محمد الدلاّل أصيل مدينة المهدية ومستقر بسوسة، أستاذ جامعي منذ 1988 تحصل على جائزة رئيس الجمهورية في الأستاذية سنة 1981 تلتها شهادة في التبريز فشهادة كفاءة في البحث في اللغة وهو عضو بمجلس جامعة الوسط ثم جامعة سوسة ورئيس فرع اتحاد الكتّاب بسوسة في رصيده مجموعة من المؤلفات الهامة تراوحت بين البحوث والدراسات والقصص منها: «في رياض ارباب البيان» في جزأين خصّ فيه بالتحليل المعري والجاحظ والتوحيدي والمسعدي معتبرا ان اسلوبي توفيق الحكيم ونجيب محفوظ لا يرقيان الى هؤلاء. «دروب الوجود» (لوحات قصصية) «منهج النحو» (في جزأين) (352 صفحة) «إشكالية الفعل المضارع في النحو العربي» ، «الأغاني» للاصفهاني وابي فراس الحمداني «النواسخ حسب النحات العرب»، «أساليب الدرب المزجور والوهم الديجور» (في جزأين) والمتأمل في هذه المؤلفات يلاحظ ولاشكّ إشتغال الأستاذ محمد الدلال على ثلاثة حقول أدبية: الابداع والنقد واللغة بجانبيها الفقهي والتقعيدي البيداغوجي من حيث القواعد النحوية.. من الجريدة الى الكتاب! «الوهم والحقيقة» هي قصة مأخوذة عن حادثة واقعية نشرتها الصحافة التونسية تتعلق بسائق التاكسي الذي تورط في مشكل من افتعال امرأة حامل أوصلها الى المستشفى فنسبت له مولودها وعندما تم اخضاعه الى تحليل تبيّن انه عاجز عن عملية الانجاب ومن هنا كانت صدمته أعنف لأنه متزوّج وأب لثلاثة أبناء اكتشف بعد عشرين سنة انهم ليس من صلبه! ووجد الأديب محمد الدلاّل في هذه القصة إلهاما وإيحاءات للإبداع عبّر عنها قائلا: «هذه القصة راقتني في ذلك الوقت لما تضمنته من قضايا فلسفية ذهنية فقمّة الابداع ان ننطلق من قصة واقعة وان نتفنّن في كيفية تشكيلها وهنا يظهر التميّز الذي لا يتوفّر في خلق القصة وهذا الأمر ليس بجديد نجده في قصة «اهل الكهف» للحكيم و«الملك أدويب» أيضا... على حد تعبير هذا المبدع.