تحت اشراف الاستاذ سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية تنظم الجامعة التونسية لكرة القدم هذه الليلة بأحد نزل العاصمة مائدة مستديرة حول واقع وآفاق المنتخب الوطني وذلك بحضور مختلف الاطراف التي لها صلة بالكرة التونسية من شخصيات رياضية وهياكل مشرفة ومسيرة بما في ذلك اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية وبعض المدربين والرؤساء السابقين للجامعة وبعض اللاعبين الدوليين القدامى ورؤساء الاندية بالرابطة المحترفة الاولى وبعض الاعلاميين... هذه المائدة المستديرة سيحضرها ما بين (80) و(100) شخصية رياضية ستتناول كلها واقع المنتخب الوطني من حيث الظروف والاندية الممونة والاطار الفني والاداري المصاحب فضلا عن البرمجة والدراسات وأيضا دور الاعلام في دعمه ومساندته والوقوف على حقيقة مستواه من أجل تدارك ما هو سلبي ودعم ما هو ايجابي فيه وذلك بعيدا عن التقزيم والتضخيم عما سيتم التطرق اليه وبأكثر عمق لآفاق المنتخب الوطني الذي يبقى هو المرآة العاكسة لواقع الكرة التونسية... «الشروق» تحدثت مع بعض الشخصيات الرياضية حول هذه المائدة المستديرة كبادرة جريئة من جامعة كرة القدم وعن مدى نجاعتها وذلك كمساهمة منا في اثراء حوار هذه المائدة التي لاشك أنها ستتأثث بمقترحات وقراءات متنوعة وجدية ومختلفة من أجل النهوض أكثر بالمنتخب الوطني ومن خلاله الكرة التونسية ككل... وهذه آراؤهم. د.بشير جباس (مندوب عام سابق للرياضة): المنتخب جزء من الكرة التي ليست في معزل عن الرياضة في البداية اعتقد ان المنطق يفرض معرفة افرازات اللجنة الاستشارية الوطنية التي انكبت على ملف كرة القدم التونسية منذ أشهر حتى لا يقع التناقض باعتبار أن المنتظر هو الدفاع عن الافكار التي يتضمنها مشروع هذه اللجنة وتمريرها أم اثراؤها بأفكار جديدة قد يكون تطبيقها مرحليا وبصفة جدية... خاصة ان المعروف هو أن لسيت كل الثنايا يمكن أن ندرك من خلالها ما يخدم منتخبنا الوطني... وهنا اعتقد ان المسألة العميقة الاولى تكمن أساسا في سن قوانين شفافة وتطبيقها وذلك على كل المستويات المتعلقة بكرة القدم... ومن هذا المنطلق أرى أن الضرورة تستوجب البحث عن سبل الارتقاء بالرياضة ككل ولا كرة القدم فقط باعتبار أن قطاع الكرة ليس في معزل عن الرياضة حتى لا نفكر في المسائل بشكل ضيق وفي ظرفية معينة ومحددة وأعتقد أن النظرة لابد أن تكون شاملة وعميقة وذلك من حيث التمويل والاحتراف والقوانين التي ندرك جميعا أنها أصبحت لا تتماشى والواقع الحالي اذا اعتمدنا قواينن أوت 1994 أو قوانين فيفري 1995 وبالتالي فإن الانطلاق يكون بالتشريعات القانونية على مستوى الاحتراف والتحكيم والعلاقة بين الجمعية واللاعب وصلاحيات المسير وأيضا العنف وغيره... وفي هذا الاطار أعددت ملفا علميا كبيرا حول هذه المسألة وغيرها فضلا عن الكتاب الذي أصدرته والذي اعتقد أنه يتضمن كل هذه الجزئيات وغيرها... الاستاذ عماد المسدي (نائب رئيس النادي الصفاقسي): لا للتسرع والارتجال... أتساءل في البداية عن جدوى هذه المائدة المستديرة في هذا الوقت بالذات... كما أتساءل أيضا عن العمل الذي قامت به اللجنة الاستشارية الوطنية... ولذلك أعتقد ان البحث عن الحلول العملية للارتقاء بكرتنا التونسية ككل أو بالمنتخب الوطني يتطلب الوقت الكثير وذلك للتعمق في مختلف المجالات والجزئيات وبالتالي تقديم الآراء والمقترحات التي يمكن ان تكون ناجعة ومفيدة دون تسرع ولا ارتجال. محمد عشاب (رئيس الملعب التونسي سابقا): وضع المسألة في المسار الصحيح كفكرة يعتبر تنظيم مائدة مستديرة حركة طيبة بشرط أن يكون الملتفون حول هذه المائدة لهم من المستويات المعرفية والكروية والتجربة ما يؤهلهم لذلك باعتبار ان المسألة تهم المصلحة العليا للمنتخب الوطني والضرورة تستوجب البحث عن الحلول والمقترحات الناجعة التي تضيف بصفة جدية لكرتنا التونسية وتثري المشهد الكروي... وعندها يتم تناول المراحل التاريخية التي مر بها المنتخب الوطني على مر السنين من حيث النجاحات والاخفاقات ومقارنتها بالواقع الكروي الافريقي والمنتخبات وتجاربها حتى نضع المسألة في المسار الصحيح الذي يشرف البلاد ونضمن المسيرة الموفقة والا فإن هذه المائدة ستكون كغيرها من الموائد الأخرى التي يتحدث فيها الكثيرون وكأنهم يتحدثون عن أنديتهم وبعدها يمرون دون متابعة ولا عمق ولا حتى جدوى... الاستاذ فتحي المولدي (رجل قانون واعلامي): المنتخب فرع فقط... وحضور اللاعبين ضروري... اعتقد أن الفكرة طيبة باعتبار أن كل جلسة أو ندوة أو مائدة مستديرة لابد أن تفرز الاثراء... الا أنه وبالنسبة الى تناول واقع وآفاق المنتخب الوطني يعني المسك بالفرع وترك الاصل وبالتالي كان من الاجدر الحديث عن واقع وآفاق كرتنا التونسية باعتبار أن المنتخب لا يمثل الا جزءا من هذا القطاع واذا تعلقت المسألة بالمشاكل الخاصة بالمنتخب على غرار الانضباط والادارة والعلاقة مع أي ظرف متداخل فتلك مسألة أخرى والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل لنا لاعبون كبار؟... وهل أنهم يمثلون قطاعا بأكمله يمكن عزله عن الاصل؟. ثم لماذا يتم تنظيم هذه المائدة المستديرة اليوم وليس الامس؟ وبالمناسبة وكرجل قانون أود لو يكون لاعبا أو لاعبون من الفريق الوطني في الموعد باعتبارهم «متهمون» ومن المفروض قانونيا الاستماع الى آرائهم باعتبار أنه ربما تكون لهم مآخذ على الادارة أو على الاطار الفني أو على أي طرف آخر... وما أتمناه هو انجاح هذه المائدة والخروج بنتيجة تخدم كرتنا التونسية ككل.. وما أخشاه وبصفة فعلية أن تكون هذه المائدة مجرد سهرة رمضانية يتم فيها تناول الحلويات والمرطبات... عامر حيزم (مدرب وطني سابق): هل تكفي «السهرية» للبحث عن حلول جدية؟ بشكل أو بآخر فإن أي مبادرة تتضمن النقاشات والحوارات حول كرة القدم تعتبر ايجابية ومن المفروض الخروج بجملة من الافكار والمقترحات والتوصيات واعتقد أن محور واقع وآفاق المنتخب الوطني يستوجب كثيرا من التعمق وفي كل الجزئيات وذلك بداية من الموضوع الاصل وهو كرة القدم وصولا الى المنتخب الوطني وذلك من حيث تاريخه وظروف تأسيسه وامكاناته البشرية والفنية والتجهيزات والمالية وغيرها قبل التحدث عن الفترات التي مر بها على مر السنين دون التغافل عن الحديث عن المقارنات والأسباب التي مهدت للنجاح أو للاخفاق وأرى بالمناسبة أن في «مائدة مستديرة» قد لا تدوم أكثر من خمس ساعات يمكن ايجاد الحلول التي تخدم آفاق منتخبنا الوطني فيها وبالتالي من المفروض التعمق في المسألة أكثر والعودة اليها بأكثر المقترحات الناجعة والواقعية بما يفيد كرتنا التونسية ككل باعتبار أن في افادة الكرة سيستفيد المنتخب. شكري الواعر (حارس مرمى دولي سابق): فاقد الشيء لا يعطيه... والكرة «للكوارجية» عندما نتحدث عن المنتخب الوطني فإننا نعلم أن هذا المنتخب جزء لا يتجزأ من الكرة التونسية ولذلك لابد من الانطلاق في تحديد العناصر التي لها صلة وثيقة بالقطاع والتي تستمد منها كرة القدم جدواها ووجودها والتي يبقى المنتخب عنصرا منها... وبذلك فإن المائدة المستديرة وكفكرة تعتبر طيبة ولابد من دعمها بموائد وندوات وملتقيات وغيرها من أجل البحث عن سبل انجاح هذا المنتخب الذي والحق يقال تراجع كثيرا وكان لابد من التعمق في واقعه وآفاقه غير أن المسألة الاخرى التي اعتقد أنها مهمة جدا هي: من سيتحدث عن المنتخب؟. وهل أن كل طرف يستطيع التوغل في ثناياه باعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه ولابد مقابل ذلك التأسيس لمرحلة جديدة تعنى بشؤون المنتخب ومن الذين لهم صلة به ماضيا وحاضرا وأعني بهم «الكوارجية» الذين تقمصوا الزي الوطني ودافعوا عنه وتعرضوا الى شتى الوضعيات في أكثر من مباراة وأكثر من بلد من أجل رفع راية البلاد عاليا... باعتبار أن الذي مارس الشيء يختلف عن الذي يتحدث عنه أو الذي يريد الركوب على صهوته وهو لا صلة له به لا من بعيد ولا من قريب.