لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي علاقة راؤول بناديه ريال مدريد بعد ان أصبح اسم النجم الاسباني مترادفا للنادي الملكي والعكس صحيح، فالعلاقة قوامها 17 عاما قدم خلالها راؤول كل ما يملك لناديه في المقابل أعطاه الريال الشهرة والجد، فقد فاز الملك الصغير بكل الألقاب الممكنة هناك في اسبانيا. وداع راؤول للريال تم في هذه الصائفة وفي مؤتمر صحفي كشف الابن المدلل والدموع تنهمر من عينيه أنه اتخذ أصعب قرار في حياته لكن سيعود في يوم ما الى بيئته كل ذلك وسط ذهول الآلاف الذين جاؤوا لوداع رمز من رموز الريال وهو يرحل عن الفريق الى شالكه قبل شهر من الآن. نجم منذ الصغر يعود الفضل في قدوم راؤول الى الريال الى المدرب خورخي فالدانو والمدير الرياضي الحالي للريال حيث وجه له الدعوة لأول مرة في أكتوبر 1994 للمشاركة في مباراة ضد فريق ريال سرقسطة، بعد أن لعب راؤول في أصناف الشبان منذ عام 1992 ونجح في أول موسم له في تسجيل 71 هدفا في 33 مباراة وهي أرقام مذهلة كشفت عن الحس التهديفي العالي لنجم قادم على مهل يتمتع بفنيات عالية في التسجيل والمراوغة. وكانت انطلاقته الحقيقية أمام فريقه السابق أتليتيكو مدريد في الخامس من نوفمبر سنة 1994 حيث سجل أول هدف له في الليغا، وأنهى أول موسم له بتسجيل 9 أهداف في الليغا وعمره 17 عاما. الريال وراؤول يمكن القول ان الفتى الاسباني قضى مسيرته في الريال رغم انتقاله في هذه الصائفة الى فريق شالكه الالماني لذلك سنحاول تلخيص أفضل مواسمه في الريال: موسم 95/96 أصبح راؤول الأكثر شهرة في اسبانيا حيث استخدمه فالدانو كجناح أيسر لينجح في تسجيل 19 هدفا من 40 مباراة وفي الموسم الذي يليه توج اللاعب بلقب الدوري مع فريقه بقدوم كابيلو لتدريب الفريق وساهم غونزاليس بتسجيل 21 هدفا. أفضل مواسمه كانت في 98 99 عندما توج راؤول بلقب هداف الليغا بتسجيله 25 هدفا من 37 مباراة ونجح في ذات الموسم في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس الانتركونتينينتال. قمة العطاء المواسم من 1999 الى 2001 كانت الافضل بالنسبة الى اللاعب الذي حفظت له الجماهير طريقة التعبير عن الفرح من خلال تقبيله للخاتم... فقد توج في موسم 99 2000 بهداف دوري أبطال أوروبا وأحرز اللقب للمرة الثانية في تاريخه مع ناديه لكن أمله خاب في احراز جائزة فرانس فوتبول كأحسن لاعب في البطولات الأوروبية ليحس وقتها بالظلم... وواصل التألق في 2002 ليقود فريقه للفوز باللقب الاوروبي مرة أخرى واحراز السوبر الاوروبي ليكون ذلك الموسم آخر ابداعات الفتى الذهبي وتزامن مع رحيل رفيق دربه فرناندو هييرو مدربه ديلبوسكي. بداية النهاية لأن قدر راؤول ارتبط بالريال، فتزامنت فترة تراجع النادي الملكي مع فقدان راؤول لنجوميته وذلك منذ موسم 2003 2004 عندما تولى البرتغالي كيروش تدريب العملاق الاسباني واكتفى غونزاليس بتسجيل 11 هدفا فقط من 35 مباراة ليتواصل التراجع في الموسم الذي يليه وكذلك موسم 2005 2006 بسبب الاصابة التي لحقته. موسم 2006 2007 تزامن مع دعوة فابيو كابيلو لتدريب الريال، في تجربته الثانية مع النادي وكان يعرف راؤول جيدا وعرف كيف يعيد متعة اللعب له ويجعل منه لاعبا مفيدا جدا ليستعيد الملك نغمة تسجيل الاهداف ويساهم في احراز ناديه لقب الدوري بعد غياب ثلاث سنوات. لكن تلك الانتعاشة كانت وقتية فقط ليتراجع الريال محليا وقاريا مع سياسة استقطاب النجوم على حساب اللاعبين المجتهدين والقادرين على حمل الألقاب، فتاه راؤول وسط زحمة النجوم الذين توافدوا على البرنابيو من كريستيانو رونالدو وبن زيمة وكاكا وفان نيسلتروي ورونالدو وغيرهم... وتواصلت سنوات الجدب مع الألماني شوستر والاسباني خوان دي راموس والشيلي بيليغريني، ومع هبوط مستواه وقدوم مورينهو وجد راؤول نفسه مجبرا على مغادرة الفريق في لحظة أليمة وستبقى في الذاكرة لأنها الأكثر تأثرا في حياة اللاعب وتاريخ الريال، فقد اختار أقصر الطرق لأنه يعلم ان تغييرات مورينهو ستأتي عليه عاجلا أم آجلا في وقت لم يعد فيه الكثيرون يحترمون رموز الاندية ولا يؤمنون الا بالعطاء فقط. سيناريو مشابه قصة راؤول مع الريال شبيهة بقصته مع منتخب لارونا وانتهت بنفس الطريقة، بدأ راؤول مسيرته الدولية في أكتوبر 1996 وأصبح متصدرا قائمة الهدافين ب44 هدفا وبات الهداف التاريخي له برصيد أكثر من 100 مباراة وشارك في 3 كؤوس عالمية 1998 2002 2006 وكأس أوروبا 2000 و2004 لكن أراغونيس أقصاه من تشكيلة اسبانيا التي فازت بأمم أوروبا 2008 رغم مطالبة اسبانيا كلها بضم الفتى المدلل لتكون تلك بداية النهاية بعد ان استبعده ديلبوسكي من المنتخب الفائز بكأس العالم 2010 وكأنه كتب على راؤول ان تكون نهايته من الباب الصغير.