تتفّق المصادر التاريخية على أنّ الفتح العربي الاسلامي لاسبانيا كان في زمن الوليد الأوّل (86 96 هجري 705 714م) بقيادة طارق بن زياد والي افريقية وقائده عقبة بن نافع أمّا الروايات التي تتحدّث عن محاولات سابقة لهذا التاريخ لفتح شبه جزيرة ايبيريا المعروفة بالأندلس فضعيفة ولا تملك مقوّمات يمكن الاعتداد بها . لكن الاختلاف الكبير بين المؤرخين يتعلّق بظروف الفتح وأسبابه فهناك من المؤرّخين من نسج قصّة لفتح اسبانيا أساسها رغبة حاكم سبتة جوليان للانتقام من ملك اسبانيا لذريق الذي اعتدى على شرف ابنته في بلاطه بطليطلة بعد أن أرسله للتعلّم مع بناته وتذهب الحكاية الى أن جوليان استنجد بموسى بن نصير والي أفريقية في القيروان وطلب منه الدخول الى اسبانيا وانهاء حكم لذريق وفعلا استجاب موسى وأرسل طارق بن زياد في جيش كبير وهكذا تمّ فتح اسبانيا. هذه الرواية تبقى أقرب الى الأسطورة منها الى أي شيء آخر فالعرب بدأوا يفكّرون في العبور الى ما وراء البحر بعد أن بسطوا سيطرتهم بشكل نهائي على منطقة المغرب العربي وأخضعوا كل القبائل البربرية وصفّوا بقايا المقاومة البيزنطية. واجه طارق بن زياد حاكم طنجة صراعا بين الجنود العرب الذين جاءوا معه من افريقية والجنود من القبائل البربرية المحلية وكان عليه أن يجد ما يشغلهم به فبدأ في التفكير في العبور الى ما وراء المضيق الذي عرف في ما بعد باسمه فأرسل في رمضان سنة 91 هجري أوت 710 م وحدة عسكرية قوامها 400 رجل و100 فارس بقيادة أبو زرعة طريف وكانت مهمّة الوحدة استطلاعية فقط وساعد جوليان حاكم سبتة الوحدة على الدّخول الى الشاطئ الاسباني ولم يجد أبو زرعة طريف مقاومة كبيرة فحطّ الرّحّال في جزيرة صغيرة ستعرف في ما بعد باسمه وعاد بغنائم كثيرة ممّا شجّع طارق بن زياد على المضي في الفتح .